تشكو مدينة القلعة الخصبة بولاية الكاف من العديد من النقائص. فمنذ إغلاق منجم الفسفاط دخلت المدينة في ركود عميق بعد أن كانت كخلية نحل لا تهدأ على مدار الساعة. ف«المينة» كانت تشغل المئات من العمال من مختلف المناطق فلا أحد كان يشكو من الخصاصة والفقر. فالقلعة الخصبة كغيرها من المدن المنجمية الأخرى كانت منطقة مزدهرة والسكان كانوا في أحسن حال لكنها تحولت الى مدينة قاحلة لا حياة فيها بسبب الإهمال والتجاهل خاصة بعد غلق المنجم والذي ترك فراغا كبيرا فسكانها لاقوا الويلات والتهميش في العهد السابق ومازالوا يعانون إلى اليوم فالمرافق الأساسية غائبة ولا شيء يوحي أن المدينة آهلة وأغلبية الشباب هاجر والبطالة مستفحلة ولم يحاول أي مسؤول لا على الصعيد الجهوي أو الوطني إيجاد العلاج اللازم لها فلا معامل ولا مشاريع تنموية فالدولة لم تخطط لما بعد الفسفاط وحرمت السكان من حقهم في العيش الكريم. وللخروج من هذه الأزمة لا بد من استغلال الموارد الطبيعية المتوفرة بالجهة كالرخام الذي يتوفر بكميات كبيرة في الجبال وبإمكانه توفير العديد من مواطن الشغل ويقضي على البطالة ولو نسبيا كما أن الوضع الاجتماعي المتردي يقتضي توفير اعتمادات لتنشيط المنطقة بالتعاون مع أبناء الجهة وذلك بالمساهمة الفاعلة بوضع الجبال والمواقع على ذمة المستثمرين وتسهيل الاستغلال لما فيه خير للجميع. كما يمكن إعادة النظر في استخراج الفسفاط فحسب دراسة قامت بها إحدى الشركات الأجنبية مازال المنجم يحتوي على كميات هامة من هذه المادة وهو ما سيوفر مواطن شغل جديدة إلى جانب ضرورة تشجيع الخواص على الانتصاب والتفكير في تهيئة منطقة صناعية . هذه بعض الحلول العاجلة وممكنة التنفيذ والتي يطالب بها السكان لتوفير مواطن الشغل لإخراجهم من حالة الفقر.