وسط مفترق الطرق بجهة المنار وأمام المركب الجامعي تعطلت حركة المرور أمس...أما السبب فهو مطالبة عدد من الطلبة بالحصول على حافلة للمشاركة في تشييع جنازة طالب توفي بعد اصطدام مع المترو. أجواء حركة المرور أمس كانت جدّ محتقنة ومتشنجة أمام المركب الجامعي بالمنار...حيث تحول عدد من الطلبة إلى «قطاع طرق» يقومون بمنع الحافلات الصفراء من المرور والمضي في سبيلها...كطريقة منهم للمطالبة بحافلة تقلهم إلى منزل زميلهم الفقيد.
ومن بين الحافلات التي تم إيقافها بسلطة «القوة» التي مارسها الطلبة نجد الحافلة رقم «38ب» التي اعترضها هؤلاء الطلبة بحجة أن على المواطنين مساندة مطلب الطلبة الراغبين في الحصول على حافلة وأن لا يحق لأحد التنقل مالم يحققوا مطالبهم.»
صعد أحد الطلبة إلى الحافلة «الموقوفة» وصاح بأن لديهم زميل توفي وأن الطلبة يرغبون في الحصول على حافلة صفراء ومادام مطلبهم هذا لم يتحقق فإنهم سيعطلون حركة سير الحافلات وسيواصلون الاحتجاج والاعتصام...وأن على المواطنين مساندتهم.
مشاحنات كثيرة دارت بين حرفاء الحافلات «الموقوفة» والطلبة الذي وصفهم البعض ب «قطاع الطرق» وتعطلت مصالح المواطنين الراغبين في التنقل لقضاء شؤونهم اليومية... وعم الذعر بعض الراكبين لاسيما مع أشكال لطلبة غاب عنهم صوت المنطق وعمدوا إلى قوة إيقاف الحافلات .
طلبة وتحضر..
ولدى لقاء «الشروق» مع عدد من المواطنين استغرب بعضهم من مستوى «الطلبة» الذين يمارسون منطق القوة في حين أن المفروض أنهم من المثقفين والمتعلمين أما بائع التذاكر بالحافلة رقم (38 ب) المتوقفة فاستغرب من مستوى الطلبة وعدم لجوئهم بطرق قانونية ومنظمة إلى الإدارة للتقدم بطلب الحصول على حافلة...وكان هذا الموظف بشركة نقل تونس السبب في خروج الحافلة من مطب «قطع الطريق» والإحتجاز ومن خلال حواره مع عدد من المواطنين مع الطلبة تم تغيير مسار الحافلة التي تعطلت لأكثر من نصف ساعة...لتعقبها حافلات أخرى تعطلت بنفس الطريقة.
المشهد بالمركب الجامعي بمنوبة أمس هو مشهد يذكر بلغة الغاب» فهناك طلبة صعدوا فوق ظهر الحافلات الصفراء العمومية يصيحون ويرفعون الشعارات فيما قام آخرون بغلق منافذ العبور والطريق.
سادت لغة الغاب ومنطقه في حوار بعض «الطلبة» من المركب الجامعي والمواطنين الذي تعطلت مصالحهم وغاب المنطق...طلبة آخرون قالوا : «هؤلاء الطلبة لا يمثلوننا... ونحن نرفض منطق القوة...» ومن الطلبة الآخرين الذين عبروا عن موقفهم نجد احدى الطالبات التي استغربت من لجوء زملاء إلى سلوكات غير متحضرة...وعدم توجههم إلى إدارة نقل تونس... فوفاة زميلهم لا تبرر سلوكهم وبالإمكان التوجه ل «الجنازة» دون البقاء في اعتصام.
قانون وثقافة
حسب مصادر من وزارة الداخلية ومصادر قانونية يعاقب القانون التونسي كل متسبب في تعطيل مصالح المواطنين ويعتبر قطع الطريق جريمة.
وعبرت مصادرنا على أنه لا يمكن استغلال الظروف وأن الثورة ليست فوضى...لكن الغريب أن من تجاوز القانون هذه المرة نجدهم طلبة القانون!! من جهة أخرى اعتبر مختصون في الشؤون الاجتماعية أن التونسي لم يتمكن بعد من ثقافة الاحتجاج بطرق سلمية...فهناك أساليب أخرى تمكن المواطن من الدفاع عن مصالحه والتعبير عن آرائه والحصول على مطالبه بطرق سلمية ودون إضرار بمصالح الغير.
وعلى المحتجين التنسيق مع السلط والمؤسسات المرتبطة بموضوع الاحتجاج.