عشرات الآلاف من اليمنيين أغلبهم من الشباب تظاهروا أمس في صنعاء احتجاجا على مشاركة حزب الرئيس صالح في الحكومة الجديدة رافعين بالخصوص شعار «لا شراكة مع القتلة». استقبل شباب اليمن أمس الحكومة الجديدة بالاحتجاج والغضب بعد الاعلان عن التواجد القوي لحزب الرئيس صالح في حكومة محمد باسندوة القيادي المعارض سابقا... وقد تم تشكيل هذه الحكومة في اطار الاتفاق السياسي الذي ينص على رحيل الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة.
هتف المتظاهرون «لا شراكة مع القتلة» و«يا باسندوه انهم ليسوا شرفاء» في اشارة الى وزراء حزب صالح في الحكومة الجديدة وهم وزراء تتهمهم المعارضة بالتحريض على قمع المتظاهرين الذين قتل منهم المئات خلال عشرة أشهر من الاحتجاجات.
وتتكون الحكومة من رئيسها محمد باسندوة و34 وزيرا نصفهم من الحزب الحاكم وحلفائه والنصف الآخر من أحزاب «اللقاء المشترك» المعارض.
ويفترض أن تحكم حكومة الوفاق الوطني حتى رحيل صالح رسميا في فيفري القادم وينتظر ان تؤدي اليمن غدا السبت اذا لم تطرأ تغييرات تحت ضغط الشارع. وأكد المتظاهرون في صنعاء أمس رفضهم لحصول حزب صالح وحلفائه ليس فقط على «نصف الحكومة» بل أيضا على الوزارات الثقيلة بما ان الحزب الحاكم احتفظ بحقائب الدفاع والخارجية والنفط والاتصالات والأشغال.
وبقي أبو بكر القربي وزيرا للخارجية واللواء محمد ناصر أحمد وزيرا للدفاع وهما مقربان من الرئيس على عبد الله صالح. أما المعارضة فقد حصلت خصوصا على حقائب الداخلية والمالية والاعلام والتخطيط والتعاون الدولي وحقوق الانسان. ولاحظ المراقبون أن وزارتي الداخلية والتخطيط والتعاون الدولي وزارتان هامتان في مساري الأمن والمساعدات الدولية ولكن المتظاهرين اعتبروا أمس أن الوزارات الهامة التي حصل عليها حزب صالح كان يجب ان تعهد لمستقلين على الأقل.
وضمت حكومة الوفاق الوطني في اليمن التي تستند الى المبادرة الخليجية. ثلاث وزيرات وهو ما يحصل للمرة الأولى في تاريخ اليمن والوزيرات هن أمه الرزاق حمد (الشؤون الاجتماعية والعمل في الحزب الحاكم) وحورية مشهور (حقوق الانسان مستقلة انضمت الى الثورة) وجوهرة حمود (شؤون مجلس الوزراء في الحزب الاشتراكي). وحول الحضور السياسي المرتقب للمرأة اليمنية كان ملاحظون لفتوا الى احتمال وصول توكل كرمان الى منصب الرئاسة بعد حصولها على جائزة نوبل للسلام.