لم تبق الأحزاب اليسارية والتقدمية بجهة الكاف مكتوفة الأيدي بعد فشلها الذريع في الانتخابات الاخيرة وقد تحركت بهدف توحيد الصفوف وبناء جبهة لليسار التقدمي استعدادا للاستحقاقات الانتخابية القادمة. وكان حزب العمال الشيوعي التونسي قد عقد عدّة جلسات مباشرة بعد انتهاء الانتخابات الخاصة بالمجلس الوطني التأسيسي وذلك بحضور أعضاء من قيادته الوطنية بغاية رسم خارطة طريق خاصة بالمرحلة القادمة. ومن الخطوات التي تم الاتفاق على انجازها في مرحلة أولى ما تعلق بضرورة إعادة هيكلة الحزب بجهة الكاف عبر بعث مكاتب محليّة جديدة بكافة معتمديات الجهة، هذا وتقرر أيضا أن يعكف الحزب على ايجاد برنامج متنوع لتكوين اطاراته على المستويات السياسية والدعائية والميدانية. تكوين جبهة لليسار وعلى مستوى آخر يفكر الحزب في الانخراط في منظومة يسارية تقدمية ديمقراطية في شكل جبهة وفي هذا السياق قام حزب العمال الشيوعي بالاتصال ببعض الاحزاب للبحث معها على صيغة لتوسيع القاعدة من خلال دعوة كافة القوى الديمقراطية والتقدمية لتكوين هذا الائتلاف. ومن بين الأحزاب التي أعطت موافقتها المبدئية على البحث في تكوين حلف يساري تقدمي ديمقراطي نذكر حزب العمل الوطني الديمقراطي وحركة الوطنيين الديمقراطيين والوطنيين الديمقراطيين وحركة الشعب وحزب آفاق. ومن أهداف هذه الجبهة التقدمية تكوين كتلة لمراقبة السلط الجهوية والبحث عن المساهمة في تقديم الاقتراحات الخاصة بمشروع التنمية الجهوية ومحاولة ترشيد التحركات الميدانية الجماهيرية بالاضافة الى مراقبة أداء ممثلي الجهة في المجلس التأسيسي ودفعهم الى التعبير عن مشاغل الجهة وعدم الالتفاف على مطالب الثورة لاستكمال مهامها، ومن مهام الجبهة اليسارية تطهير بعض المؤسسات التي مازالت تحت سيطرة رموز الفساد والتجمع المنحل. فترة الانتظار ولدت الحيرة وعن موقف حزب العمال الشيوعي من عمل المجلس التأسيسي أفاد السيد توفيق اليحياوي رئيس قائمة الكاف وأحد مناضلي الحزب منذ أواخر الثمانينات بأن فترة الانتظار والتفاوض بين «الترويكا» ولدت حالة من الحيرة لدى الرأي العام وقال بأن حالة الانتظار كانت من أبرز الأسباب التي أثارت ردود الافعال الاخيرة. كما أشار الى الصراع الذي احتدم بين ثلاثي المجلس التأسيسي بسبب الحقائب الوزارية والمناصب السياسية دون ايلاء البرامج والقضايا المهمة الاهمية التي تستحقها من جهة أخرى لاحظ السيد توفيق اليحياوي أحادية تفكير حركة النهضة كحزب وليس كحاضن للمجتمع، وفي السياق ذاته عرج على مسألة التصريحات النارية التي ما فتئت تصدر عن قادة الحركة المذكورة وختم بأن كل هذه النقاط أدخلت البلاد في دوامة من المشاكل وساهمت في عدم ارتياح الرأي العام وظهور نوع من الخوف على مصير تونس. نعم للتحركات السلمية... وفي ما يتعلق ببعض التهم التي وجهت الى الاحزاب اليسارية والتي تقول بأن اليساريين هم من يقومون بتأجيج الوضع العام وتحريك الشوارع والعمال للاحتجاج والاعتصام و... فند السيد توفيق هذه التهم جملة وتفصيلا وقال بأن حزب العمال الشيوعي «بكافة أنحاء البلاد وليس بالكاف» مع الاعتصامات والتحركات السلمية بعيدا عن التخريب وكل أشكال التكسير. ما هو المطلوب من المجلس التأسيسي؟ المجلس التأسيسي مطالب بأن يبتعد عن التعصّب من المعارضة وينطلق بصفة سريعة في صياغة الدستور وتشريك الكفاءات من داخل المجلس ومن خارجه لصياغة برنامج وطني في كافة المجالات الاقتصادية والاجتماعية وإنشاء حكومة «حكيمة» تتميز بالمرونة في تنفيذ البرنامج.