اعتبر القيادي في حركة النهضة العجمي الوريمي ارتداء الحجاب مسألة شخصية تدخل في حريات المرأة، مشددا على انه لا يمكن اعتبار ارتداء الحجاب ظاهرة في غياب الاحصائيات. قال السيد العجمي الوريمي انه لا توجد احصاءات دقيقة ولا دراسات متخصصة تعطي الدليل على أن ظاهرة الحجاب في تزايد وتنامي أو العكس... ولبس الحجاب يدخل في باب الحريات الشخصية وعند البعض في باب الواجبات الشرعية بمعنى أن أسبابه ووظيفته متغيرة من مرحلة الى أخرى والأسباب من وراء الالتزام به تختلف من حالة الى أخرى ومنطقة الى أخرى وفترة الى أخرى ومن جيل الى جيل لأن الفتاة المراهقة تلبس الحجاب ليس بنفس دواعي المرأة في 50 او 60 من عمرها بمعنى ان هذه الظاهرة وهي ظاهرة اجتماعية بالأساس معقّدة والعامل السياسي ليس دائما العامل المباشر في انتشارها أو تراجعها. وأضاف أن الحجاب في عهد بورقيبة عندما ظهر لأول مرة كان اعلانا عن موقف ثقافي وديني وتعبير عن هوية سياسية وكذلك ثقافية وفيه البعد الاحتجاجي تجاه السلطة القائمة واحتجاجي تجاه مظاهر وسلوكيات ناشئة في المجتمع وفي تعارض مع تقاليد اللباس السائدة ومع مقاييس اللباس المستمدة من الفهم الديني للآيات المتعلقة بلباس المرأة. وفي عهد بن علي حرم الحجاب بشراسة فاقت مجابهة بورقيبة له وبالتالي الذي سيّس ظاهرة الحجاب وأخرجها عن طابعها الاجتماعي المحض هي ممارسات السلطة التي أرادت فرض نمط مجتمعي ومقاييس في الهندام باستخدام أداة الدولة وهذا خلّف حالة من الشعور بالاستهداف والاقصاء والقهر والاكراه في مسائل تدخل في باب الحرية الشخصية او سلوكات تتأسس على قناعات دينية. واعتبر أنه لهذا كلما كانت للمرأة رغبة في الالتزام بهذا الحجاب وجدت نفسها في علاقة أزمة مع سلطة لا تتفهم مطلب الهوية لديها كإمرأة مسلمة ولا تراعي حقها الشخصي في اختيار ما تراه مناسبا لها من لباس أو هندام وأصبح الالتزام بالحجاب مظهرا من مظاهر المقاومة وتحدّيا يكلّف صاحبته ضريبة كبيرة ومن ورائها عائلتها كالحرمان من حق التعلم والعمل وغيرها من الحريات. واعتبر ان هذه الفترة السوداء كانت محل إدانة من كل الأحرار والحقوقيين ورغم ذلك تغلبت ارادة النساء على قمع بن علي والدليل على ذلك ان الحجاب بدأ ينتشر في كل الاوساط خلال السنوات الاخيرة قبل الثورة في ظل وجود عوامل ساهمت في انتشارها كأحداث البوسنة مع بداية التسعينات والعراق وأفغانستان وفلسطين لذلك أصبح الالتزام بالحجاب يختزن كل عناصر التعبير عن الهوية والحضارية والتعبير عن موقف من الهيمنة والغطرسة التي مارستها المجتمعات العربية. مصالحة وعندما تنظر وترى في المجلس التأسيسي 42 محجبة وهذا دليل ان المجتمع التونسي تصالح مع هذه الظاهرة بل أصبح دليلا على ما حققته المرأة من مكتسبات في مجال حرية التعبير والحريات الشخصية وان التونسي أصبحت تترسخ لديه ثقافة التنوع، وقال: «أنا أجزم أن التسامح في تونس بعد الثورة ازداد رسوخا واتساعا وشمل كل الفئات». المرأة التونسية اليوم بفضل ما تحقق لديها بعد الثورة أصبح لديها حرية الاختيار للالتزام بالحجاب او عدم الالتزام به وهذه الوضعية لا تغير من موقف الحركة المبدئي الذي عبّرت عنه في السابق والمتمثل في رفض الإكراه وفي جعل أبوابها مفتوحة لكل التونسيات من متحجبات وغير متحجبات والدليل على ذلك ان منخرطات الحركة ليس كلهن من المتحجبات واللاتي انتخبنهن ليست كلهن من المتحجبات. واعتقد ان نسبة حضور غير المتحجبات ستزداد في الحركة خلال الفترة القادمة بناء على الاقبال الموجود منهن. ولا استبعد ان ترشّح «النهضة» في الحكومة القادمة سيدة غير متحجبة اي ليس هناك اي «فيتو» لتولي سيدة غير متحجبة أي اي منصب سياسي.