أحيت فرقة "تخت للموسيقى العربية" تحت إشراف الفنان الليبي علي العبيدي ليلة الأربعاء، حفلاً فنياً على ركح مسرح الهواء الطلق بمدينة تطاوين، وسط حضور كبير من العائلات والشباب، حيث قدمت الفرقة عرضاً موسيقياً مميزاً مزج بين الفن التونسي والليبي، وسط أجواء احتفالية أضفت على المكان طابعاً خاصاً ،حيث تفاعل الجمهور بشكل لافت مع أداء الفرقة، خاصة في المقاطع التي جمعت بين التراثين الموسيقيين للبلدين الشقيقين. وقال قائد مجموعة "تخت الموسيقى العربية"، المنجي الصويعي، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، ان حفل الليلة يندرج في إطار مشاركة الفرقة ضمن فعاليات مهرجان تطاوين الصيفي، موضحا أن السهرة تضمنت أيضاً تقديم الموهبة الفنية الشابة إسلام المهبولي، تحت إشراف الفنان الليبي علي العبيدي، الذي يحظى بشعبية كبيرة، خاصة في المناطق الجنوبية من تونس وأكد الصويعي أن المزج بين الفنين التونسي والليبي في هذا الحفل يبرز عمق الروابط الأخوية التي تجمع الشعبين الشقيقين، ليس فقط فنياً، بل أيضاً ثقافياً واجتماعياً، مشيراً إلى أن هذا التمازج الفني هو خير دليل على التقارب بين البلدين. وأضاف أن هذه ليست المشاركة الأولى للفرقة في ولاية تطاوين، إذ سبق أن أحيت "تخت الموسيقى العربية" عدداً من الحفلات الناجحة في السنوات الماضية بمشاركة نخبة من الأسماء الفنية المعروفة في تونس، على غرار الفنانة علياء بالعيد ونوال غشام، معتبرا أن جمهور تطاوين من أكثر الجماهير وفاءً للفن الأصيل، حيث يُظهر في كل مرة شغفه الكبير بالموسيقى الطربية والتراثية، وهو ما يشجع الفرقة على تجديد مشاركاتها في الجهة. واكد في هذا السياق،أهمية مثل هذه التظاهرات الثقافية والفنية، حيث تُعد متنفساً حقيقياً لأهالي الجنوب التونسي، وخاصة في تطاوين، للترفيه عن أنفسهم والاستمتاع بالعروض الحية، كما دعا إلى ضرورة تعزيز ودعم هذه المبادرات الثقافية من قبل سلطة الإشراف، من أجل تمكين المواهب الفنية الشابة من الظهور أكثر على الساحة وتقديم أنفسهم للجمهور، بما يسهم في إثراء المشهد الثقافي الوطني وتوسيع رقعة المشاركات الجهوية. من جانبه، أكد الفنان الليبي علي العبيدي في تصريح ل/وات/، أن الثقافة الفنية بين تونس وليبيا تتقاطع في العديد من الجوانب، خاصة في الجنوب التونسي، حيث تتداخل العادات والتقاليد والموسيقى بشكل واضح، ما يجعل الجمهور أكثر تفاعلاً مع الأنماط الغنائية الليبية. وأشار العبيدي إلى أنه قدم خلال الحفل باقة من أغانيه الخاصة، إلى جانب بعض الأعمال المعروفة لكبار الفنانين في تونس وليبيا، مشيراً إلى أن أغلب أغانيه تلقى استحساناً كبيراً من جمهور تطاوين، وهو ما شجعه على التفكير في المزيد من المشاركات في مهرجانات فنية مقبلة في تونس، ومضيفا أن هذه التجربة ستكون بداية لتعاون فني أوسع في المستقبل. كما اشار الفنان الصاعد محمد إسلام المهبولي إلى أن الحفل يعد بمثابة بوابة حقيقية للدخول إلى عالم المهرجانات الكبرى، موضحا أن بعض الأغاني التي أداها خلال الحفل مستمدة من الموروث الموسيقي الغني للجنوب التونسي، ما يُظهر عمق هذا التراث وقدرته على التحديث والتفاعل مع الجمهور المعاصر.