أدان حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي وحزب حركة البعث التئام المؤتمر الأوّل للمجلس الوطني السوري في تونس أواسط الأسبوع المنقضي معتبرين أنّ حضور رئيس الجمهوريّة هذا المؤتمر لا يُعبّر عن إرادة الشعب التونسي وثوابته القوميّة. وممّا جاء في بيان الديمقراطي الوحدوي: «على اثر انعقاد المؤتمر الأول للمجلس الوطني السوري مجلس اسطنبول»، بضواحي تونس العاصمة وحضور رئيس الجمهورية المؤقت جلسته الافتتاحية وبالنظر إلى تبعات هذا الحدث على الثوابت التاريخية للشعب التونسي وقواه العروبية والوطنية التقدمية يهم حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي أن يعلن للشعب ما يلي: أولاً: إن انعقاد مجلس اسطنبول في تونس يمثل عنواناً لانخراط الدولة التونسية في خط العداء لسوريا ودورها الممانع والمقاوم للصهيونية وأمركة المنطقة وهو بمثابة العداء المعلن لنهج المقاومة العربية بكافة تلويناتها خاصة وان المجلس الانتقالي قد أعلن صراحة دعوته للتدخل الخارجي في سوريا معلناً فك ارتباط سوريا مستقبلاً بفصائل المقاومة اللبنانية والفلسطينية ودولة إيران الممانعة والمعادية للصهيونية. ثانياً: يدين حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي، حضور وتصريحات رئيس الدولة المؤقت بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر الأول للمجلس الوطني السوري والسماح له بالانعقاد على ارض تونس التي انحاز شعبها العربي دوماً لفلسطين ومعاداته للصهيونية، ويؤكد الحزب أن هذا التصرف لا يعبر بشيء عن الشعب التونسي وثوابته القومية. ثالثاً: يعتبر حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي انعقاد المؤتمر الأول للمجلس الوطني السوري في تونس يمثل تنكراً لثورة الكرامة وشهدائها باعتبار ان ثورة الشعب التونسي ما قامت أبدا من اجل التآمر على الأمن القومي العربي ونهج المقاومة والممانعة العربية، وإنما قام بها الشعب التونسي دفاعاً عن كرامته الذاتية والوطنية والقومية. رابعاً: يدعو حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي المجلس الوطني التأسيسي إلى رفض ما أتته السلطة التنفيذية في تونس باستقبال المجلس الانتقالي المتآمر على امن سوريا ودورها المتصل بالثوابت القومية والداعم للمقاومة اللبنانية والفلسطينية لمصلحة دولة العصابات الصهيونية وأمريكا، وعليه التحرك الفوري - ان كان يريد فعلاً لتونس دوراً في المنطقة - باتجاه المصالحة الوطنية في سوريا تضمن تطوير مفردات الحكم بعيداً عن التدخل الخارجي لضمان دور سوريا الممانع . خامساً: يدعو حزب الاتحاد الديمقراطي الوحدوي كل القوى الوطنية إلى إدانة ورفض اجتماع المجلس الانتقالي السوري في تونس ومحاسبة الجهة الداعية له للانعقاد على ارض الوطن للتآمر على الأمن القومي العربي والمقاومة العربية ولما تمثله هذه الخطوة من خطورة على الخارطة السياسية والأمنية للمنطقة العربية في علاقة بالصراع العربي الصهيوني. مع الشعب السوري وضد مجلس العمالة والخيانة من جهتها أصدرت حركة البعث بيانا تحت عنوان: «مع الشعب السوري وضد مجلس العمالة والخيانة الوطنية»، وجاء في البيان أن السيد المنصف المرزوقي: «مازال يتصرف في الشأن العام وباسم تونس والتونسيين على هواه ومن منطلق أنه يمثل جزءا وليس الكل، هذا ما نستشفه من اتصالاته بالأحزاب وبالعائلات الفكرية ومناضليها وشهدائها، ولم يجد القوميون والبعثيون بالخصوص إلى الآن، أحزابا وشهداء مكانا في أجندة السيد الرئيس. ويواصل بيان حركة البعث: «يضاف إلى ذلك اليوم خروج السيد الرئيس عن مبدإ هام في السياسة التونسية وهو «مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول»، إلا بالنصح والديبلوماسية الهادئة. فنجده ينغمس إلى حد التهافت في الشأنين البحريني والسوري وقبلهما في الشأن الليبي عندما رقص نشوة باغتيال العقيد القذافي في جريمة ارتقت إلى الجرائم ضد الإنسانية حسب توصيف الجنائية الدولية... ويأتي اليوم استقبال ما يسمى بالمجلس الوطني للمعارضة السورية وإشراف الرئيس نفسه على جلسته الإفتتاحية، وقبله مطالبة ملك البحرين بالتنحي، كخروج سافر عن المألوف، وخروج في غير محله... وهو حتى من الناحية البروتوكولية مخالف للأعراف الديبلوماسية وكان على السيد الرئيس أن يكلف من ينوبه». وورد أيضا في بيان البعثيين: «نذكر السيد المنصف أن الثورة التونسية قامت ونجحت في أداء العديد من المهام الوطنية دون أن يكون لها مجلسا انتقاليا مكونا كما هو الشأن بالنسبة للوضع السوري من أشخاص يمثلون الدول والدوائر والمصالح الأجنبية أكثر مما يمثلون مصالح الشعب السوري، ولعل في رئيس هذا المجلس، بعلاقاته المشبوهة مع قادة الكيان الصهيوني ودعوته في 1994 إلى الإعتراف به وتنكره لحق العودة والمقاومة ومثال حي على ما نقول وتزداد الأمور التباسا بالنسبة للشأن السوري عندما يتجاهل السيد الرئيس القطاعات الهامة من الشعب السوري بما فيها من المعارضة لا تريد تدويل الأزمة السورية وترفض التدخل الأجنبي. كان بإمكان السيد الرئيس طرح مبادرة باسم تونس تنتصر للحرية ولتطلعات الشعب السوري المشروعة في الديمقراطية والعدالة ومقاومة الفساد ولا تصطف مع العملاء ولاتستقوي بالأجنبي على وضع أقطار وطننا العربي المبتلي بزعمائه الغاصبين للسلطة والمنتهكين للكرامة الوطنية وبزعمائه المتهافتين المزكين لأنفسهم والمنتصرين لذواتهم دائما غير المقدرين لمصلحة أقطارنا ووطننا، لقد كان موقفنا في حركة البعث موقف الفخر والإعتزاز بثورة الحرية والكرامة وهي تقدم مثالا ونموذجا لشعوب الأمة على مواجهة الطغيان بما في ذلك الشعب السوري الأبي وكنا أول من أدان نظام الأسد ووصفناه بأنه نظام عائلي مهترئ يعتمد على العسكر والطائفة، ولكننا كنا نرفض ومعنا قطاع واسع من الشعب التونسي وقواه الحية أن تخرج هذه الثورات عن سلميتها وعن مدنيتها وعن شعبيتها وأن يحرف مسارها لفائدة الإمبريالية والصهيونية أو يركبها حزب أو نظام كما وقع بالنسبة للقطر الليبي الشقيق ويقع اليوم بالنسبة للقطر السوري. كان على السيد الرئيس أن لا يجازف بموقع تونس ورصيدها من الحكمة والإتزان إلا إذا كانت نصائح الأصدقاء الداخليين أو الخارجيين تحث على ذلك، فنقول عندها إن هكذا نصائح تنطلق من مصلحة الناصح ولا تعفي المنصوح من تحمل وزر العمل بالنصيحة».