من المنتظر أن تتعزز شبكة النقل بصفاقس بمترو خفيف يحد من ظاهرة الاكتظاظ التي استفحلت في السنوات الأخيرة.. المترو حلم الأهالي.. و«الشروق» بحثت في الموضوع.. شرع مكتب دراسات تونسي– فرنسي منذ ما يزيد على أربعة أشهر في إنجاز الدراسات الفنية الخاصة بمشروع المترو الخفيف بصفاقس بتمويل من البنك الأوروبي للاستثمار قدره 1،2 مليون دينار، وهي المرحلة التي من المنتظر أن تنتهي أشغالها خلال شهر مارس 2013. وتتكوّن المرحلة الأولى من المشروع من خمس نقاط لعل أبرزها تشخيص نظام النقل بصفاقس الذي تم الانطلاق في تنفيذه منذ شهر سبتمبر الماضي، وتحديد فرضيات الخطوط المزمع إقامتها، ودراسة وتقويم هذه الفرضيات لاختيار أفضلها وأقربها إلى التطبيق، إلى جانب تحديد عدد القاطرات الضرورية لكل خط مترو، وتقدير الكلفة الجملية والجدوى الاقتصادية، وإعداد مخطط للإنجاز يشمل الخطوط التي تتميز بكثافة الحركة المرورية. وقد انعقد خلال شهر سبتمبر الماضي اجتماع ضم الأطراف المعنية بالمشروع استعرضت من خلاله محتوى الدراسات ومراحلها وأهدافها والمدة الزمنية الضرورية للإنجاز، كما تم تكوين لجنة قيادة جهوية وأخرى وطنية لمتابعة المشروع في جميع مراحله، وخاصة تلك المتعلقة بالمرحلة الأولى التي تنتهي خلال شهر ماي 2012 وتتضمن جمع المعطيات والأرقام والخصوصيات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للمدينة. وفي جانب آخر تعتزم الجهات المختصة خلال شهر أكتوبر القادم انجاز استبيان يشمل حوالي 4 آلاف ساكن من مختلف أحياء مدينة صفاقس يتمحور حول موضوع النقل الحضري في المدينة بهدف الاعتماد على المعطيات الواردة فيه بعد تحليلها عند اختيار الخطوط وتحديد مساراتها، إضافة إلى تشخيص واقع قطاع النقل بالجهة. مشروع الميترو الخفيف.. أو المشروع «الحلم» بالنسبة لمتساكني مدينة صفاقس يبدو أنه يواجه مبدئيا صعوبات عديدة في مراحله الأولى قد تساهم في عرقلة عمل اللجان، واستكمال الدراسات بالدقة المطلوبة على غرار غياب أرقام محيّنة حول عدد سكان المدينة حسب كل ضاحية، ونقص الخرائط الموضحة لوضع وحالة الفضاء العمراني بالمدينة وضواحيها، وهو ما يتطلب تذليل هذه الصعوبات تمهيدا للانطلاق في مرحلة الإنجاز التي ستساهم دون شك في حل أزمة النقل المتفاقمة، وفي تخفيف الضغط على حافلات الشركة الجهوية للنقل، فضلا عن إدخال مزيد من الحركية الاقتصادية في ثاني مدن الجمهورية.. فهل يتحقق الحلم قريبا ؟.