أجواء غير عادية أدخلها وسام حمام على تمارين المنتخب الوطني الذي يدخل عشية اليوم مغامرة ال«كان» في المغرب الأقصى مدافعا عن اللقب الذي فاز به في القاهرة قبل عامين. بين الدعابة والتشجيع المتواصل للشبان ولحظات التركيز أو الحديث المسترسل مع لاعبي جيله الذين صنعوا ربيع المنتخب تتوزع تحركات أفضل ظهير أيسر في العالم خلال مونديال 2005. «الشروق» أجرت هذا الحوار الخاص مع حمام ساعات قبل ضربة البداية للبطولة الإفريقية. عدت إلى المنتخب بعد غياب طويل وقبل ذلك قيل كلام كثير في وسائل الإعلام والشارع الرياضي.. كيف ترى هذه العودة التي انتظرها الجميع؟ أصدقك القول أنا سعيد جدا بارتداء قميص المنتخب من جديد بعد أن حرمتني الظروف من ذلك لفترة غير قصيرة وتحديدا الإصابة التي تعرضت لها.كان هنالك إصرار من هيكل مقنم قائد الفريق ومن عصام تاج على أن أشارك في هذه البطولة الإفريقية... عشنا مع بعضنا صفحات جميلة وتاريخية ونريد استكمال المسيرة كأبهى ما يكون. أعود في الحقيقة للمساعدة في الدفاع وبنسبة أقل في الهجوم وكذلك لتأطير ا للاعبين الشبان الموجودين معنا وأتمنى أن يكون وجودي مفيدا جدا لأن الرهان كما تعلمون كبير جدا هذه المرة. أنت أكثر اللاعبين قدرة على قياس حماس اللاعبين وتوفر الجو المناسب للتألق هل لمست هذه الأشياء خلال التربصين الأخيرين قبل ال«كان»؟ الأجواء رائعة جدا خصوصا بين «إطارات» الفريق إذ لا ننسى أننا ننتمي لجيل واحد تقريبا إذا استثنينا بالطبع بعض الشبان الذين أرى أنهم مطالبون ببذل مجهود أكبر وإدراك ا لمسؤولية الملقاة على عاتقهم. هناك أمال عريقة جدا معلقة على مشاركة المنتخب في «كان» الرباط من السلطات العليا من الإداريين وبالدرجة الأولى من الشعب التونسي الذي راهن دوما على منتخب كرة اليد وأعطانا ثقته باستمرار.الشبان يجب أن يستوعبوا هذا «الجو» ويبرهنوا عن قدرتهم على توفير الإضافة للمجموعة الحالية. الكل متفق على أن هذه البطولة الإفريقية ستكون أصعب من سابقاتها فهل أنت مع هذا الرأي وما هي حظوظ المنتخب؟ لن أبالغ في الحذر ولن أعطي لمنتخب تونس قيمة أقل مما يستحق... تونس مراهن رئيسي على اللقب نحن أبطال إفريقيا وسنتحول إلى المغرب للدفاع عن اللقب الذي فزنا به في القاهرة. خلال ال10 أو 15 سنة الأخيرة كنا في الموعد وخضنا عدة أدوار نهائية وفزنا بالألقاب والأمر لن يكون مختلفا هذه المرة بقي أن التتويج سيكون مضاعفا كما أن الفائز سيذهب إلى الألعاب الأولمبية. كلاعبين نحن نريد بطاقة لندن نتحول كلنا إلى الرباط وقد وضعنا نصب عيوننا هذا الهدف. بعض اللاعبين أكدوا أن هذه البطولة الإفريقية وربما الأولمبياد بعدها مسك الختام لمسيرتهم الدولية، هل ترغب أيضا في الاعتزال دوليا؟ لقد سبق وصرّحت بعد بطولة إفريقيا بمصر أن تلك الدورة هي اخر مشاركة دولية رسمية لوسام حمام الظروف حتّمت حاليا تواجدي مع المنتخب لكن ما هو مؤكد وواضح أنني سأعتزل دوليا بعد هذه المنافسة القارية أو بعد الألعاب الأولمبية إن وفقنا الله وترشحنا.سواء كانت مشاركتنا ناجحة وتأهلنا أو لم تكن كذلك سأغادر تاركا المجال للشبان ليحملوا المشعل. الهدف بالنسبة لي الخروج من منتخب تونس مرتاح الضمير بعد أن أكون قد ساهمت بما استطعت في إسعاد التونسيين وإعلاء الراية الوطنية أفضل شيء أن تغادر مخلفا وراءك أطيب الانطباعات. تحدثت عن الشبان والتأطير وقد فهمنا أن هذا الموضوع أصبح مطروحا بشدة في المنتخب؟ بالفعل فالمطلوب عناية أكبر، وإحساس بالمسؤولية من الشبان قولا وفعلا وليس بالكلام.المنتخب في حاجة إلى إعادة البناء على أسس صلبة وهذا لن يتم إلا من خلال جيل جديد من اللاعبين.مهمتنا في هذه البطولة الإفريقية تعبيد الطريق لهؤلاء الشبان على أمل أن يبرزوا أكثر ويأخذوا بزمام المبادرة.أنت رمز من الرموز البارزة في الرياضة الوطنية والتونسيون يحبونك بشكل خاص، ماذا تقول لهم في هذه الأوقات الصعبة؟ أقول لهم سنة إدارية جديدة مباركة على كل واحد منكم، على الحكومة والشعب، أقول أيضا إن شاء الله سنتجاوز هذا الظرف الصعب والحساس كما أتمنى أن تظل الرياضة التونسية بخير... ليس أجمل من أن نفتتح هذا العام الجديد بفرحة للجميع عن طريق الرياضة... أمامنا بطولة إفريقية في كرة اليد وأخرى في كرة القدم وأتصور أن الفوز باللقبين أفضل هدية يمكن تقديمها للناس الذين يعانون اجتماعيا ونفسانيا وعائليا.. التتويج بلسم قد يساعد في مداواة جراح عائلات الشهداء وسنسعى إلى تحقيق هذا الإنجاز بكل طاقاتنا... لن نقصّر.. صدقونا. أجواء غير عادية أدخلها وسام حمام على تمارين المنتخب الوطني الذي يدخل عشية اليوم مغامرة ال«كان» في المغرب الأقصى مدافعا عن اللقب الذي فاز به في القاهرة قبل عامين.