تصرفات مخجلة جدا وغريبة وغير مقبولة بالمرة شهدتها المباراة الودية التي جمعت المنتخب الوطني بجمعية الحمامات مساء الأربعاء حيث عاش لاعبو المنتخب الوطني أوقات عصيبة بعد أن تهجم عليهم الجمهور الحاضر في القاعة وعرفت المباراة توترا واضحا على أرضية الميدان. أسباب هذا الانفلات الواضح الذي استاء منه كافة لاعبي المنتخب دون استثناء تبقى غير مفهومة إلى حد الآن ولو أن بعض المصادر أفادتنا بأن ما حدث له علاقة بعدم وجود أي لاعب من جمعية الحمامات في المنتخب الوطني، عموما أيا كانت الأسباب فإن التهجم على المنتخب الذي يمثل تونس أولا وأخيرا بعيدا عن الألوان والانتماءات يبقى أمرا مرفوضا تماما مع اقتناعنا بأن النسبة الساحقة من أبناء مدينة الحمامات الجميلة والتي أنجبت أسماء لامعة في كرة اليد لا يوافقون مطلقا على التجاوزات التي جدت مساء الأربعاء. ومع اقتناعنا بأن ما حدث أمر شاذ فعلا ولا يمكن أن يقاس عليه فإننا نعتقد بأن قرار الاطار الفني بإلغاء المباراة الودية الثانية مع جمعية الحمامات يعد قرارا حكيما اذ ما الفائدة من مثل هذه المباريات التي تضر قبل أن تنفع. لماذا... لماذا أجواء المنتخب الوطني رائعة وممتازة، هذه حقيقة لمسها الجميع واذ نؤكد عليها فإنما لإعلام الرأي العام الرياضي بأن تحضيرات عناصرنا الوطنية تسير مثلما نريده جميعا. فالهدف في مصر هو المحافظة على لقبنا القاري. الاتصالات الهاتفية التي أجريناها صباح أمس مع عدد من لاعبي المنتخب عكست مرة أخرى هذه الحقيقة مثلما عكست تألمهم مما حدث مساء الاربعاء لكن المسيرة لن تتوقف حتما ولابد حسب اللاعبين طبعا من طي صفحة المباراة الودية مع الحمامات فالمصلحة الوطنية تقتضي ذلك والشاذ مثلما قلنا يحفظ ولا يقاس عليه. الانتصار وكفى بالعودة الى المباراة الودية بين المنتخب الوطني نشير فقط الى ان نتيجتها النهائية آلت لمنتخب تونس (23/28) وقد قام اثرها مباشرة السيد رفيق خواجة رئيس الجامعة والسيد ياسين بوذينة نائبه الاول بالتحادث مع اللاعبين والتأكيد على الظروف الممتازة التي تعرفها التحضيرات والتي تؤسس للتألق في القاهرة بالذات. بوذينة وخواجة أوضحا للاعبين ان العودة باللقب من مصر في متناول المنتخب وقد أبدى اللاعبون استعدادهم للدفاع عن الزي الوطني والاحتفاظ بلقبهم الذي فازوا به عن جدارة أمام مصر والجزائر في الدورة الماضية. مباراة كبيرة للكبريات بالتوازي مع الاكابر أجرى منتخب الكبريات مساء الاربعاء في مدينة دراغينيون مباراة ودية ثانية ضد فريق تولون الفرنسي. منتخبنا قدم في هذه المباراة مردودا ممتازا جدا فانتصر (20/26) وأقنع أمام حضور جماهيري كبير للجالية التونسية المهاجرة وقد كان توزيع الاهداف خلال هذه المباراة على النحو التالي : رجاء التومي (6) ابتسام التومي (4) وسيلة بوطارة (1) أميرة الفقيه (3) هالة مساعد (6) سنية الغريبي (6). المباراة شهدت تألق سنية الغريبي التي لعبت مرة أخرى 60 دقيقة كاملة اضافة الى الحارستين النعيري والدريدي وقد لاحت لمسات سيد العياري واضحة في مردود الحارستين المذكورتين فيما كان الانطباع الحاصل اجمالا لدى الاطار الفني هو جاهزية منتخبنا الآن بدنيا وفنيا لاقتحام مغامرة بطولة افريقيا للأمم. اعجاب في تصريح ل»الشروق» صباح أمس مباشرة من فرنسا أكد السيد محمد نجيب الشريف رئيس وفد الكبريات ان تربص المنتخب كان ناجحا على جميع المستويات حيث عرف مردود منتخبنا نسقا تصاعديا ليصل في مباراة تولون الى أوجه والأمل ان يترجم هذا التطور الواضح في الاداء خلال البطولة الافريقية. الشريف أكد أيضا على أن تحولا جذريا طرأ على الاجواء داخل منتخب الكبريات حيث حضرت اللحمة والروح الأخوية والانضباط وهي عوامل افتقدناها في محطات سابقة.. ولا شك ان اللوحات الجميلة التي قدمها منتخب الكبريات مساء الاربعاء وليدة هذه الاجواء مع العلم ان الجمهور التونسي الذي واكب مباراة تولون لم يخف اعجابه بمستوى المنتخب فما الذي يمنع اذن من الفوز ببطولة افريقيا؟