تخلت الدوحة نهائيا عن مخطط تطويع جامعة العرب لإسقاط الأسد في سوريا ووضعت «كافة البيض» السياسي والعسكري في عهدة ما يسمى ب»الجيش السوري الحر» لخدمة ذات الأجندا فيما عبرت دمشق عن رفضها القاطع إرسال قوات عربية إلى سوريا . وذكرت صحيفة «فايننشال تايمز» في عددها الصادر أمس أن بعض المراقبين العرب باتوا يعتقدون جازمين أن أمير قطر تخلى عن «حصان طروادة» – المتمثل في الجامعة – بعد انكشاف حقيقة الوضع الأمني والعسكري في سوريا وعلى إثر انكشاف هوية القاتل والمقتول في البلاد . ليبيا ...مرة أخرى وأشارت إلى أن مثل هذا التحرك سيكون تكرارا لاستراتيجية قطر في ليبيا حيث قدمت الدوحة الدعم المالي والعسكري للمتمردين بل ودفعت بقواتها إلى ليبيا لإسقاط نظام الزعيم الراحل معمر القذافي . واستدركت الصحيفة قائلة إن التحدي في سوريا أكبر وأخطر من مثيله في ليبيا وانتهاج الدوحة لهذا المخطط في الشام التي تمثل محورا كاملا لا يبدو مضمون العواقب والنتائج لعدة أسباب. وأكدت أن التصريحات الأخيرة لحمد بن خليفة حول نشر قوات عربية في سوريا أريد من خلالها إثارة الجدل حول التدخل العسكري المستبعد حاليا من طرف الغرب وداخل العالم العربي ذاته . واعتبرت أن إيفاد الجامعة العربية لمراقبين – وهو المطلب الذي أقامت عليه الدوحة الدنيا ولم تقعدها – جاء بنتائج عكسية على قطر وذلك بعد أن تحول المراقبون العرب إلى شاهد نفي للأكاذيب والترهات التي تروجها قنوات الخليج . وأضافت أن القطريين يدركون الأخطار التي قد تنجر عن تورطهم المفضوح في سوريا إلا أنهم يميلون إلى الاعتقاد أن الأزمة السورية وصلت إلى نقطة اللاعودة وأن الرهان على إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد يستحق كل هذا الجهد . أسبوع الضغط على الجامعة وبالتزامن مع هذا الاستقراء للوضع السياسي في المنطقة , يبدو أن الجامعة العربية ستعيش أسبوعا كاملا من الضغط الخليجي عليها إلى يوم الأحد المقبل – 22 جانفي الجاري – من أجل استصدار قرار بإرسال قوات عربية إلى سوريا . فقد أكدت كل من العراق والإمارات العربية المتحدة أن المقترح القطري سيتم التطرق إليه في الاجتماع القادم للجامعة العربية . فقد أعلن وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد عن مشاورات قادمة بين وزراء الخارجية العرب حول إرسال قوات عربية إلى سوريا مشيرا إلى أن المسؤولين العرب مازالوا في مرحلة التشاور وتبادل الأفكار والاستماع إلى مقترحات – من سماهم – بالقادة حول الوضع في سوريا . وشدد على أهمية أن يبحث الاجتماع الوزاري العربي القادم الوضع السوري بشكل واضح وتقييم عمل لجنة المراقبين والاستماع إلى تقرير اللجنة وتقرير الأمين العام لجامعة الدول العربية . وأضاف أن لجنة المراقبين العرب في سوريا تضم 12 إماراتيا وأنه لا توجد أية نية لزيادة أو سحب المراقبين من سوريا .بدوره , أكد هوشيار زيباري وزير الخارجية العراقي أن الاجتماع المقبل لوزراء الخارجية العرب سينصب على دراسة المقترح القطري . رفض سوري واستبقت سوريا , الاجتماع «العربي» ومناقشات الوزراء الخارجية «العرب» ونتائج اجتماعاتهم المقررة يوم الأحد المقبل حيث أكدت على لسان مسؤول رسمي رفضها المطلق للدعوات التي أطلقتها قطر بشأن إرسال قوات عربية إلى سوريا لوقف أعمال العنف . واعتبر المسؤول أن سوريا تستغرب صدور تصريحات عن مسؤولين قطريين تدعو إلى إرسال قوات عربية إليها وتؤكد رفضها القاطع لمثل هذه الدعوات التي من شأنها تأزيم الوضع وإجهاض فرص العمل العربي وتفتح الباب لاستدعاء التدخل الخارجي في الشؤون السورية . وأشار المصدر في وزارة الخارجية السورية إلى أن الشعب السوري الفخور بكرامته وسيادته يرفض جميع أشكال التدخل في شؤونه تحت أي مسمى كان وسيتصدى لاية محاولة للمساس بسيادة سوريا وسلامة أراضيها مؤكدا أنه سيكون من المؤسف أن تراق دماء عربية على الأراضي السورية لخدمة أجندات معروفة لا سيما بعد ان باتت المؤامرة على سوريا واضحة المعالم . وفي نفس الخط السيادي الاستقلالي , أكدت موسكو أنها ترفض إرسال قوات لحفظ السلام إلى سوريا في حال تم النظر بهذا الشأن في مجلس الأمن .وشكك نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف في أن يكون للجامعة العربية الحق في إرسال قوات لحفظ السلام العربية إلى سوريا قائلا : على حد علمي فإن الجامعة العربية لا تملك مثل هذه الصلاحيات فهذه مهمة لا تدخل في بنود تفويضها. وأردف أن بلاده تقف إلى جانب استمرار عمل بعثة المراقبين العرب في سوريا مضيفا أن هذا الأمر – أي استمرار بعثة المراقبين – يعود إلى جامعة الدول العربية لكن من وجهة نظرنا لا يجوز إضاعة هذه الفرصة السانحة بوجود المراقبين العرب لبدء العملية السياسية وإمكانية جمع السلطة والمعارضة حول طاولة الحوار .