استبقت موسكو كل مسودات القرار العربية والغربية الداعية إلى إسقاط الرئيس السوري بشار الأسد – بصفة علنية أم ضمنية – معلنة عن رفضها القاطع التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا وملوحة برفع الفيتو ضدّها في مجلس الأمن. وقالت البعثة الفرنسية في الأممالمتحدة أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة سيعقد خلال الساعات القليلة القادمة جلسة مغلقة لمناقشة الخطوات التالية فيما يتعلق بالمشهد السوري. المغرب توزع مشروع قرار وأفاد ديبلوماسيون أنه من المتوقع أن تقوم الرباط بتوزيع مشروع قرار جديد في الاجتماع يساند « ما تسمى» بالخطة العربية لحل الأزمة السورية والتي من بينها نقل السلطة من الرئيس السوري بشار الأسد إلى نائبه فاروق الشرع والدخول في فترة انتقالية . وأضافوا أن مجلس الأمن سيصوت مطلع الأسبوع القادم على مسودة القرار التي صاغتها بلدان غربية وعربية من بينها قطر والمغرب مشيرين إلى أنه من المرجح أن يحل مشروع القرار «العربي الغربي» محل نظيره الروسي الذي لم يحظ بإجماع وتوافق القوى الكبرى والدول الأعضاء الأخرى في مجلس الأمن . وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي قد أكد أنه يؤدي زيارة إلى نيويورك للاجتماع بأعضاء مجلس الأمن الدولي ولإقناعهم بضرورة التصويت لصالح الخطة العربية التي رفضتها دمشق جملة وتفصيلا . موسكو تتصدى ولم تنتظر موسكو كثيرا للتعبير عن موقفها الرافض لهذه المسودة العربية الغربية والتي لا تلبي انتظاراتها ولا تعكس رؤيتها لحقيقة المشهد السوري . حيث انبنى الموقف الروسي الرافض للقرار على 3 أسس , الأول متعلق بفرض عقوبات على سوريا والثاني بسعي الغرب إلى تكرار النموذج الليبي في سوريا والثالث بالتدخل في الشؤون السيادية لسوريا عبر إقرار فترة انتقالية تقضي بإسقاط الرئيس السوري بشار الأسد . ومنذ الساعات الأولى من يوم أمس توالت وتتالت التصريحات الواردة من موسكو الرافضة لهذا القرار . إذ قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي أن سعي الغرب إلى فرض عقوبات على سوريا يهدف بالأساس إلى تكرار النموذج الليبي في سوريا مشيرا إلى أن الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبي اتخذت قرارها اعتباطا وفرضت عقوبات أحادية الجانب وهاهم اليوم يقولون لنتخذ قرارا أمميا بهذا الشأن . واعبتر الديبلوماسي الروسي أن الغرب بهذه الطريقة يريد «شرعنة» عقوباته الأحادية على سوريا في مجلس الأمن . وأضاف إن فرض عقوبات على الحكومة السورية هو نفس الأسلوب الذي استعملوه مع إيران والشيء الأخطر الذي نراه في هذا أنه استنساخ للتجربة الليبية وهو أمر غير مقبول بالنسبة لنا . وإثر هذا التصريح بساعات قليلة , أعلن المسؤول الرفيع في الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف أن مسودة القرار العربي الغربي بشأن سوريا في الأممالمتحدة غير مقبولة وتفتقر إلى جوانب أساسية. وأضاف أن موسكو لن تدعم أي مشروع قرار في مجلس الأمن يدعو الرئيس السوري بشار الأسد إل التنحي مؤكدا أن القرارات حول التسوية السياسية في سوريا يجب ان تقر بدون أي شرط مسبق وهو الأمر الذي سيدفع بلاده إلى الوقوف ضد هذا القرار.