في مثل هذا اليوم، من السنة الفارطة خط الشعب التونسي جزءا من الملحمة... ثورة 14 جانفي حين تنادى التونسيون على بكرة أبيهم من كامل البلاد من أجل لحظة تاريخية فارقة... تونس تتبدل... تونس تعرف مصيرا آخر: إنه الشعب... الذي يريد... في مثل هذا اليوم لم تكن «الشروق» غائبة أو مترددة... «الشروق» التي كانت بينكم دوما.. وأنتم تتوقون إلى التحرّر من الدكتاتورية... «الشروق» كانت دوما حاضرة بين أبناء تونس بالداخل والخارج... 15 جانفي صدر عدد «الشروق» ليحكي القصة كاملة دون أغلال... العنوان الرئيسي الذي اتفقت عليه هيئة التحرير كان عاليا كتب بالأبيض على لون أحمر فكان الإيحاء لراية الوطن وخط بالبنط العريض: «إرادة الشعب تنتصر» ثم يليه عنوان ملفت: الشعب التونسي يثأر للبوعزيزي.. التغطية تتواصل... عبر كامل تراب الجمهورية.. لم يكن الفريق الصحفي ولا الفريق الفني، يشعر بمرور الوقت... حالة الطوارئ بدأت... والعمل الصحفي في «الشروق» لم ينقطع... بطاقات عبور خاصة للمرور في الساعات الصعبة.. كان هذا خيارا ومعه آخر: البقاء في مطابع دار «الأنوار» حتى مطلع الفجر وانتهاء توقيت حالة الطوارئ التي بدأت من الخامسة مساء إلى السابعة صباحا.. «الشروق» لم تنقطع ولو مرة واحدة... صدرت سبعة أيام على سبعة.. «الشروق» واصلت الصدور لأنها قرّرت منذ انبعاثها أن تكون صوت الشعب، ومرآة الرأي العام، كابدت جريدتكم الصعاب... التي سيذكرها التاريخ. «الشروق» لم تنتظر ساعة الخلاص، لتطلق العنان للحرف الحر والصورة الصادقة، بل كان لها موعد مع القراء يوم 25 ديسمبر 2010 حين خصصت أربع صفحات لنقل أمين لما يقع في سيدي بوزيد وكانت الصورة التي تصدرت الصفحة الأولى أشد أنباء من كل خطاب سياسي... كان ذلك ثلاث أسابيع قبل 14 جانفي، فنالت «الشروق» رضاء القرّاء... ولم يكن يهمها مواقف من يريدون إخفاء الحقائق... «الشروق» واصلت التحامها باللحظة التاريخية فكانت الصحيفة الوحيدة التي حافظت على نسختها الورقية تصدر كل يوم حتى وإن كان العدد بنزر محدود من الصفحات.. بالحرف الصادق والصورة الحقيقية تواصل «الشروق» متابعة اللحظة الفارقة فانغمست صلب العمل الصحفي المهني من جديد وهي تتنفس «أكسيجين» الحرية... «ثورة الأحرار فخر لكل العرب» كان هذا العنوان الرئيسي ليوم 17 جانفي ثاني أيام نجاح الثورة... هكذا، تواصل «الشروق» المسيرة المهنية لتضع بين أيديكم قراءنا الكرام هذه الحوصلة التي تذكّر بأن «الشروق» وجدت لكي تكون من الشعب وإليه.