تثير فكرة توحيد الأحزاب جدلا كبيرا في الساحة السياسية التونسية منذ انتكاسة التيار الوسطي في انتخابات 23 أكتوبر وصعود حزب حركة النهضة وظهور المحور الثلاثي وما رافق ذلك من ابتزاز سياسي وسعي إلى تقاسم الحقائب وسهو مقصود ومبرمج على المهمة الأساسية للمجلس التأسيسي ألا وهي صياغة دستور جديد للبلاد. صحيح أن هناك اتصالات تمت وعروضا قدمت للتشاور معنا في حزب الاستقلال من أجل الانضمام إلى بعض المجموعات منها مجموعة الأحزاب الساعية إلى الانصهار في حزب واحد والذي سيطلق عليه اسم «الحزب الوطني التونسي». وإيمانا منا بضرورة توحيد جميع الأحزاب الوسطية والاصلاحية لتكون يد الله مع الجماعة أبدينا موافقتنا المبدئية على دراسة مشروع الاندماج مع هذه المجموعة كما سعينا التنسيق وتقريب وجهات النظر مع بعض الأحزاب الأخرى التي تشاركنا نفس الأهداف ونفس التخوّف على مصير تونس ولكننا أخذنا صفعة في الماضي وكانت لنا درسا. ومن واجب الجميع تكريس الديمقراطية داخل الصفوف الحزبية قبل المطالبة بها والمشاركة في استحقاقاتها. وإذ نعبّر عن استغرابنا لما وقع التصريح به للصحف من قبل قيادي الحزب الوطني التونسي عن انضمام حزب الاستقلال رسميا إلى هذا التجمّع الجديد فإننا نعلم ونطمئن منخرطينا وقياداتنا الجهوية أن حزب الاستقلال لم ينضم إلى هذه المجموعة وأن المشاورات المبدئية التي تمت أظهرت تباينا في العديد من المسائل.