اليوم الأول أثثه كل من واسيني الأعرج من الجزائر وسمير ساسي وكمال الرياحي من تونس وفرانشيسكو ديجو من ايطاليا. وقد ثمّن السيد المهدي مبروك انعقاد هذه الندوة في هذه الفترة بالذات خصوصا بعد لحظة فارقة في بلادنا على حد تعبيره. مضيفا ان الربيع العربي قد فتح آفاقا جديدة للأدب وأن الادب والرواية تمسّكا بالحياة ولولاهما لما عشنا الأمل والتفاؤل حسب قوله. وأكّد وزير الثقافة أن الرواية في السنوات الأخيرة استطاعت أن تتمرّد وتجرّأت أن تحدث شرخا في الدكتاتوريات لذلك فهي تعيش في فجر الربيع العربي حسب السيد المهدي مبروك. «الثورات العربية فتحت باب الحرية» وفي مداخلته أكد الروائي الجزائري واسيني الاعرج أن الثورات العربية فتحت باب الحرية أمام الأدب العربي وأعطته فرصة ليعبّر عن نفسه لذلك يتساءل الأعرج «هل أن بسقوط الدكتاتوريات سوف ينتهي هذا الجنس الادبي؟»، ويجيب واسيني الاعرج «الأديب لا ينتظر ان تهدى له الديمقراطية حتى يكتب وأن يكون ثوريا في الوضع الاستثنائي، فالكتابة على حد تعبيره هي تلك الهشاشة التي تعطي قيمة للبشرية وتقدم الشخص العادي وليس الرجل الخارق. وبالنسبة لموجة الكتابة التي ظهرت بعد الثورة في تونس يقول واسيني الاعرج هي عبارة عن تعبيرات وان لم تكن أدبا فهي شهادات. وعن روايته «سيدة المقام» قال الروائي الجزائري «أردت من خلالها ان أعبّر مثل ما أريد وأن أعبّر داخل الأدب وليس داخل السياسة». مضيفا أن الرواية هي عبارة عن محاورة للدكتاتور وأنه قد كتب عن البوعزيزي وعن الثورة المصرية والتونسية اسهاما منه كمواطن عربي، لكن هذا لا يصنع أدبا على حدّ تعبيره. «على الكاتب أن يبقى يقظا» صاحب «برج الرومي»، الروائي التونسي سمير ساسي قدم هو الآخر شهادته حول ما تعرض له من تعذيب داخل السجون التونسية أثناء فترة حكم بن علي وأعرب عن سعادته بالثورة التي فتحت له المجال ليلتقي بزملائه دون حواجز. وعن «برج الرومي» قال سمير ساسي إنه كتبها سنة 2003 واضطرّ لطبعها في لندن لأنها منعت في تونس ثم جاءت الثورة فأعطته فرصة الكتابة والكشف عن الأسرار التي مازالت مدفونة بين جدران السجون على حدّ تعبيره مضيفا أنّ الاشكال المطروح الآن أن البلدان العربية اشتهرت بدكتاتورياتها وسجونها وهو ما جعل أدب السجون ينتشر «لكن عندما جاءت الثورة هل سينتهي هذا الجنس الأدبي؟ هل أن الكاتب الذي يكتب داخل السجون يكتب فقط ليخلص نفسه؟ كيف سيتعامل من كتب أدب السجن مع الحرية؟»، يتساءل سمير ساسي مؤكدا أن الدافع الأول من الكتابة داخل السجون هو نوع من المقاومة مصرّحا أنه وبالرغم ما فتحته الثورة من ديمقراطية يبقى الكاتب يقظا حتى لا تتكرّر هذه التجارب. الانتصار للفن شكل من أشكال المقاومة «الذي لا يملك الشجاعة لينجز عمله ليس مكفرا من الطراز الأول»، يقول الروائي كمال الرياحي «هذه المقولة تنطبق على الروائيين والمبدعين والمواطنين». مضيفا أن الابداع سيظل لقيطا رافضا لكل أبوّة، مؤكدا أن الأدب الذي يتحدث عن الفساد والعاطلين والمهمشين والجهويات هو فضح للنظام وفشله. فالانتصار للفن وحده حسب كمال الرياحي هو شكل من أشكال المقاومة حتى وإن غابت عنه السياسة. ولتكون الثورة فعّالة حسب هذا الروائي يجب أن تستمر وألا تعرف الرحمة. وفي مداخلته تحدث فرانشيسكو ليجو (ايطاليا) عن العلاقة بين الاستبداد والفعل الابداعي وعن ضرورة ادراج التهميش الاجتماعي في حلبة الكتابة الروائية مضيفا أن القراءة لها دور كبير في تكوين الوعي السياسي.