أي دور للمبدع العربي في الحراك الشعبي الذي تصدى للاستبداد قبل الثورات العربية وأثناء أيامها ؟ وماذا قدم الروائي العربي للشعوب المنتفضة المطالبة بالحرية والكرامة.. سؤال ملح طرح قبل اندلاع فتيل الثورة وأثناء المواجهة وبعدها. للإجابة عن هذا السؤال واحتفالا بالذكرى الأولى للثورة ولإعادة تشكيل الصورة في وجهها الأدبي تنظم المندوبية الجهوية للثقافة بتونس الندوة الدولية "الربيع العربي في عيون الروائيين العرب" وذلك اليوم وغدا بدار الثقافة ابن رشيق بداية من الساعة الثالثة بعد الظهر. وستقدم خلال هذه الندوة بعض الأقلام العربية من تونس ومصر وليبيا والجزائر بعض ما كتبته ضد الاستبداد ودونته أيام التحرير ورحلة الثوار في تمردهم على الطغيان كما تستضيف الندوة بعض النقاد والمترجمين. في هذه الندوة سيتحدث من تونس الدكتور كمال الزغباني عن الرواية العربية الثائرة ويقدم بالمناسبة كتابه " أخلاط" وكمال الرياحي عن روايته "الغوريلا" وسمير ساسي الذي سيحاضر عن الكتابة والسجن من خلال روايته "برج الرومي" ومن الجزائر واسيني الأعرج الذي سيقدم شهادة روائية وروايته الجديدة "جملكية آرابيا" وهو جامعي وروائي. يشغل منصب أستاذ كرسي بجامعتي الجزائر المركزية والسوربون بباريس وتنتمي أعمال واسيني، الذي يكتب باللغتين العربية والفرنسية، إلى المدرسة الجديدة التي لا تستقر على شكل واحد وثابت، بل تبحث دائما عن سبلها التعبيرية الجديدة والحية بالعمل الجاد على اللغة وهز يقينياتها. وتتجلى قوة واسيني الأعرج التجريبية التجديدية بشكل واضح في روايته التي أثارت جدلا نقديا كبيرا، والمبرمجة اليوم في العديد من الجامعات في العالم: الليلة السابعة بعد الألف بجزأيها: رمل الماية والمخطوطة الشرقية. لأنه حاور فيها ألف ليلة وليلة، لا من موقع ترديد التاريخ واستعادة النص، ولكن من هاجس الرغبة في استرداد التقاليد السردية الضائعة وفهم نظمها الداخلية التي صنعت المخيلة العربية في غناها وعظمة انفتاحها. لذا هو أحد أهمّ الأصوات الروائية في الوطن العربي. ومن ايطاليا سيقدم الدكتور فرانشيسكو ليجو شهادة عن عين الآخر على الثورات العربية. ومن مصر تستضيف الندوة إبراهيم عبد المجيد صاحب كتاب " أيام التحرير" وعشر روايات من بينها "ليلة العشق والدم" و"البلدة الأخرى" و"بيت الياسمين" و"لا أحد ينام في الإسكندرية" و"طيور العنبر" وله كذلك خمس مجموعات قصصية وهي "الشجر والعصافير" و"إغلاق النوافذ" و"فضاءات" و"سفن قديمة" و"وليلة انجينا". وقد ترجمت رواياته "البلدة الأخرى" و"لا أحد ينام في الإسكندرية" و" الياسمين" وإلى الأنقليزية والفرنسية والألمانية. كما يشارك في فعاليات الندوة من ليبيا محمد الأصفر الذي سيقدم كتابه " ثوار ليبيا الصبّورون" ولديه تسع إصدارات قصصية وروائية.