فقرات تنشيطية رياضية وثقافية ومسيرة احتجاجية وندوات لمكونات المجتمع المدني في عدد من الأماكن كانت حاضرة في احتفالات ولاية القيروان بذكرى الثورة، لكن ثمة امر لم يعجب عددا من المواطنين، في هذه الاحتفالات وقد تجمع أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل بالقيروان يوم السبت 14 جانفي 2012، عشرات النقابيين والمنخرطين والمواطنين بشكل مطابق لما حدث يوم 14 جانفي 2011، يوم خرجت مسيرة مشتركة بين هياكل الاتحاد الجهوي والمحامين متحدين خطاب «فهمتكم». ومع هذا الحضور كان ثمة مزيج بين الانشراح والفخر الذي يثيره المكان الذي أطر المسيرات والاضرابات التي شلت النظام، وبين الشعور بانه «كأن شيئا لم يكن مثلما عبر عدد من النقابيين. واشار بعضهم الى وجود شعور بالمرارة. ومن طرائف التجمهر امام الاتحاد هو مرور عدد كبير من سيارات الشرطة ومن بينها سيارة شرطة المرور لتفتح الطريق امام والي القيروان الذي شق الحشود متوجها الى أحد الأماكن التي أقيمت فيها احتفالات بالثورة. وهي احتفالات لم يشارك فيها لا جرحى الثورة ولا عائلات الشهداء ولو من قبيل الإشارة. بل ان الاستياء اخذ مكان الانتشاء صلب هياكل الاتحاد الجهوي للشغل. فلا شعارات رفعت ولا خطابات. بل ان المحاضرة التي دعي اليها النقابيون لمناقشة التنظيم المؤقت للسلط العمومية، لم تحقق النجاح المطلوب بسبب نقص في الإعلام وفق أعضاء نقابات أساسية وجهوية، من جهة، ومن جهة اخرى بسبب عدم حضور عضو من المكتب التنفيذي الوطني تم الإعلان عن حضوره بشكل ضيق. ورغم ان يوم 14 جانفي 2011 غابت عنه الشعارات السياسوية واللافتات، فانها سجلت حضورها في ذكرى الثورة حيث نظمت بعض الأحزاب (اليسارية) مسيرة وسط مدينة القيروان شارك فيها عشرات المواطنين، انطلقت من امام مقر الاتحاد وقامت بجولة ثم عادت الى نقطة الانطلاق. وقد رفع المشاركون فيها شعارات من قبيل «شغل حرية كرامة وطنية» و»شعب تونس شعب حر لا أمريكا ولا قطر» وغيرها من الشعارات كما لوحظ رفع احدى الفتيات ل»خبزة» من الخبز القيرواني المدور. برامج احتفالية الاحتفالات بعيد الثورة، انطلقت منذ يوم 10 جانفي وفق برنامج مندوبية الثقافة الذي شمل مختلف دور الثقافة بالقيروان من خلال أنشطة ثقافية متنوعة من موسيقى ومسرح ورسم وبهلوان ورسم جدارية تجسد مخاض الثورة والأرواح الثائرة ساهم في رسمها عدد من الشبان المبدعين. اما في ساحة الشهداء فقد انطلقت الاحتفالات منذ الخميس 12 جويلية من خلال خيمة تنشيطية تضمنت عرض شريط وثائقي يصور ثورة الشعب التونسي والأحداث التي شهدتها تونس في تلك الفترة المضيئة من تاريخ البلاد وعرض موسيقي وتنشيط. ونظم التحالف الذي يضم حركة التجديد وحزب آفاق وحزب العمل والديمقراطي التقدمي تظاهرة ثقافية يوم 13 جانفي الى جانب ندوة فكرية في المركب الثقافي. كما نظمت حركة النهضة بالقيروان احتفالات تنشيطية بساحة الشهداء اختتمت بندوة فكرية في دار الثقافة. وقد بدت الجهة السياسية الأكثر بروزا في نشاطها في الشارع القيرواني مقابل غياب بقية الأحزاب. كما نظم يوم الجمعة 13 جانفي حفل موسيقي بعد العصر بحضور العديد من المواطنين ودار الحفل في أجواء احتفالية شهدت بعض التعطيلات ومحاولات التشويش من بعض الأفراد ويؤكد المنظمون ان «الهدف من وراء هده الاحتفالات هو تنشيط وإحياء مدينة القيروان المهمشة». وتم خلال يوم 14 جانفي تنظيم عديد الانشطة التي اشرفت عليها مختلف مكونات المجتمع المدني من جمعيات ومنظمات وأحزاب. منها الكشافة التونسية جهة القيروان التي نظمت عديد التظاهرات والفقرات منها حملة نظافة. وجمعية أولياء وأصدقاء المتوحدين ومندوبية الثقافة بالقيروان. وقد تم تنظيم مسابقة في العدو الريفي بمشاركة الكبار والصغار والتي انطلقت من أمام الزربية وصولا الى باب الجلادين. وتم تسليم جوائز قيمة وتشجيعية للفائزين البرمجة التي كانت متنوعة نال بعضها إعجاب المواطنين والأطراف السياسية وبعضها كان محل انتقاد. كما خلقت الاحتفالات حلقات نقاش وسط ساحة باب الجلادين. وما لاحظناه ان هذه الاحتفالات أضفت مسحة من النشاط والحيوية على مدينة القيروان وسط أجواء تلقائية في صفوف الأطفال. استياء أبدى بعض المواطنين عدم تحمسهم في هذه الذكرى الأولى للثورة وذلك بسب الوضع العام الذي تعيشه البلاد من جهة وركوب جميع الاطراف الرسمية على صهوة الاحتفالات. وبين احد الشبان ان مدينة القيروان في حاجة الى ثورة حقيقية في كل المجالات واهتمامات أكبر من اجل القطع مع التهميش وأضاف لنا البعض أن مشاعره ممزوجة بين الفرح من جهة والحيرة من جهة اخرى على مستقبل تونس في الأيام القادمة على ضوء الأحداث الأخيرة. وذلك في انتظار تجسيم الأهداف التي من اجل قامت الثورة وانتفض الشعب.