نفذ المعتصمون ما وعدوا به فدخلت معتمدية نفزة من ولاية باجة في اضراب أول يوم أمس حيث شلت الحركة كليا بكامل المدينة الا صيدلية ومخبزة والمستشفى. كما أغلق المعتصمون جميع مداخل المدينة من جهة باجةوطبرقة وسجنان مما شل حركة العبور كليا عبر نفزة الى باجةوطبرقة وبنزرت أو منها .هو اضراب كان قد وعد به المعتصمون خلال الليلة الفاصلة بين الأربعاء 18جانفي الجاري والخميس 19 جانفي وأوفوا بوعدهم.«الشروق» زارت المدينة مساء أمس الأول وكنا مرفوقين بزملاء من الصحافة المكتوبة والمسموعة والمرئية كما رافقنا في هذه الزيارة وفد من الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الانسان متمثل في السيد زهير بن يوسف نائب رئيس الرابطة الوطنية والسيد محمد علي القائدي رئيس فرع الرابطة بباجة .وذلك قصد تغطية الاعتصامات والوقوف على مطالب المعتصمين وأما وفد الرابطة فكانت زيارته بطلب من بعض المعتصمين لتسجيل طلباتهم وابلاغها الى السلطات . انطلاقة الزيارة كانت راقية الى أبعد الحدود فمع أول اعتصام على مستوى منطقة الجميلة في مدخل معتمدية نفزة من جهة باجة كان الحوار مثمرا بين ممثلي الرابطة والمعتصمين وبعض أهالي نفزة الذين أخذوا على عاتقهم توعية المحتجين ونجحوا في ذلك اذ تم فك الاعتصام وتسريح الطريق . المحطة الثانية كان الاعتصام على مستوى مدخل مدينة نفزة من جهة طبرقة وهناك كان المعتصمون بالمئات في انتظار وسائل الاعلام لتبليغ أصواتهم المنادية بالاستثمار بمعتمدية نفزة اذ أنها الأرضية الأكثر قدرة على احتضان ذلك مما يمكن من خلق مواطن شغل لكل أنواع العاطلين سواء من أصحاب الشهائد العليا أو الفنيين أو العاطلين بلا شهائد. كما أكد المعتصمون أن التنمية يجب ان تكون شاملة وعادلة لا على مستوى جهات دون أخرى. ويذهب المعتصمون في حديثهم الى أن ما جعلهم يتخدون هذه الأشكال الاحتجاجية هو استماع الحكومة الحالية لمن ارتفعت أصواتهم دون غيرهم. ومعتمدية نفزة تعد 1200عاطل عن العمل من أصحاب الشهائد العليا و1500من المتخرجين من التكوين المهني والآلاف من العاطلين العاديين . كما تم التطرق بالحديث عن سد سيدي البراق الذي اكتسح حوالي 6000 هكتار آتيا على الأخضر واليابس فمن جهة استغلال مياهه مجاني للولايات التي يصل اليها وبمقابل لأهالي نفزة وهم الأولى به كما أن ذات السد لم يخلف للأهالي سوى الأمراض الصدرية.ومن ناحية أخرى فان التعويضات لمن اكتسحت مياه السد منازلهم وأراضيهم الفلاحية مخجلة ومضحكة أحيانا فالهكتار من الأرض السقوية عوض بكتار الا ربع من الأراضي البعلية وفيما يتعلق بالمنازل فان المقاييس المعتمدة عند التعويض بنيت على قوانين 1968 أيام كان كيس الاسمنت يباع ب300مليم وبالتالي هناك من تسلم 500دينار عن منزله والأوفر حظا تسلم ما لا يزيد عن ألفي دينار. المعتصمون وممثلوهم سواء في حديثهم الينا أو خلال اجتماعهم بممثلي الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان أكدوا على أن اعتصامهم سلمي وحضاري ومشروع بناء على أنهم لا يمنعون مرور الأطفال والنساء والمرضى وغيرها من الحالات الاجتماعية . كما يؤكدون براءتهم من التحرك تحت ظل أي حزب من الأحزاب أو أي فكر بعينه وانما جمعتهم مطالب اجتماعية ملحة لا غير . وحال مغادرتنا للمدينة كانت في طريقنا مفاجأة غير متوقعة فبعد أن ساعدنا الأهالي على تخطي تجمعين لمعتصمين أغلقوا الطريق بالمدينة أدركنا الكيلومتر السادس بعد مدينة نفزة في اتجاه باجة فإذا بسكان منطقة الترايعية من المعتمدية المذكورة قد تجمعوا نساء ورجالا وأطفالا وسط الطريق وقطعوا بأشجار ضخمة وعجلات مطاطية مشتعلة وباءت كل المحاولات لجعلهم يفتحون الطريق لنا بالفشل رغم تدخل الأهالي وقوات الجيش الوطني وأعوان الحرس والشرطة .واستمر الحال الى ما يقارب الساعتين من الزمن لكن دون جدوى .اثرها قادتنا فرقة للحرس الوطني التابعة لمركز الطبابة عبر طريق جبلية مما مكننا من العودة الى ديارنا سالمين . سكان الترايعية الذين منعونا من العبور كانت مطالبهم قنطرة على مستوى الوادي الذي يفصل تجمعهم السكني عن المعبد وأحداث طريق معبد يربط تجمعهم بهذه الطريق الرئيسية فأطفالهم وعلى حد تعبيرهم لا يذهبون الى المدارس شتاء بسبب الوادي