نالت مقترحات المشاريع الصحية باللجنة الاستشارية للتنمية الجهوية نصيبا كبيرا في أشغال الجلسات على امتداد 72 ساعة واتفق الجميع على ضرورة احداث كلية للطب وتهيئة المدينة الاستشفائية بخبايات الحامة وإحداث مستشفى جامعي وآخر في اختصاص الأم والطفل... «الشروق» التقت المدير الجهوي للصحة الدكتور حمدي يحيى للحديث عن واقع وآفاق قطاع الصحة بجهة قابس. ينطلق المدير الجهوي للصحة في حديثه من بعض النقاط الايجابية التي تحققت خلال سنة 2011 ولم تتحقق طيلة 10 سنوات وأولها دعم القطاع باطارات طبية وشبه طبية من خلال انتداب 20 طبيبا في الطب العام و14 طبيبا مختصا في الانعاش والاشعة وجراحة الاطفال وجراحة الاعصاب مع انتداب 52 ممرضا و15 ممرضا اول و19 مساعدا و40 فنيا ساميا وهو ما مكن قسمي الانعاش وجراحة الاعصاب بالمستشفى الجهوي بقابس من حصص استمرار لم تكن متوفرة به سابقا وكانت تمثل عائقا للمرضى. كما مكنت هذه الانتدابات من تدعيم العيادات في مجمع الصحة الاساسية بكل من منطقة «المَنصَف» لتصبح 3 عيادات في الاسبوع بعد ان كانت عيادة وحيدة لحوالي 100 مريض اسبوعيا وارتفع عدد العيادات في المدو من عيادتين الى 3 عيادات والرواجحية من عيادة الى 3 عيادات وشط سيدي عبد السلام على امتداد 6 ايام. وقد تم رصد 200 الف دينار لاعادة تهيئة وتجهيز قسم الرضع واقتراح احداث قسم للتوليد وآخر للرضيع يكون خارج المستشفى الجهوي بقابس خاصة وان عدد الولادات السنوية بالجهة يصل الى حوالي 60 الف ولادة. معضلة اخرى عاني منها المرضى طويلا وهي تعطل الماسح الضوئي(scanner) رغم الحل الوقتي الذي اتخذته ادارة المستشفى بابرام اتفاقية مع المستشفى العسكري ومصحة النجدة الحسنة لاجراء الفحوصات معهم وتكفل المستشفى بتكاليفهم الا ان غياب المعلومة عن المرضى جعلهم يعانون ويتكبدون مصاريف اضافية اغلبهم لا يقدر عليها وسيجد هذا الاشكال طريقه للحل بعد ان تمت الموافقة على تزويد المستشفى بماسح ضوئي جديد سيتم تركيزه في غضون الاشهر الثلاثة القادمة. التصوير بالرنين المغناطيسي (IRM) مطلب شعبي لاهالي الجنوب الشرقي عموما قد يخفف عنهم اعباء ومصاريف التنقل الى مدينة صفاقس وقد برمجت وزارة الصحة العمومية في ميزانية 2012 توفير آلتين منها وهو ما جعل الادارة الجهوية للصحة العمومية تراسل الوزارة يوم 22 سبتمبر 2011 من اجل توفير هذه الالة معللة طلبها بان مدينة قابس تقع في الوسط بين ولايتي قبلي ومدنين عبر تخصيص يوم لكل ولاية لتقديم هذه الخدمة الصحية لمرضاها ويمكن ان توفر شركات النقل الجهوية حافلة صغيرة لنقلهم الى مدينة قابس في اطار اتفاقية بين الادارات الجهوية للصحة وشركات النقل الجهوية. ورغم ما تحقق في سنة 2011 من دعم للاطار الطبي وشبه الطبي فان القطاع الصحي بقابس لا زال يعاني بعض النقائص والاشكاليات كظاهرة الاكتظاظ ونقص انواع من الادوية ونقص المعدات والعملة واهتراء اجزاء من بناء المستشفى الجهوي وهو ما جعل وزارة الصحة ترصد اعتمادات بقيمة 5 مليارات و200 الف دينار لصيانة مباني المستشفى عبر مشروع لاستصلاح وتقوية أسس وهياكل المبنى. الادارة الجهوية للصحة العمومية اقترحت بناء مستشفى جامعي يعضد جهود المستشفى الجهوي ويخفف عنه العبء ويقلل من حدة الاكتظاظ وقد صادقت النيابة الخصوصية بقابس في جلستها الاخيرة على وهب ارض بمساحة 5 هكتارات على الطريق الحزامية لبناء مستشفى جامعي وكلية طب وهو مطلب نادى به المجتمع المدني والناشطون منذ سنوات فهل يجد طريقه الى النور أخيرا؟