هي مبادرة سياسية أولى من نوعها انطلق اجتماعها التمهيدي من صفاقس، المبادرة ضمت حاليا ثلاثة أحزاب وعددا من الكفاءات المستقلة تشترك في نفس المبادئ والتوجهات تقريبا... هذه الأحزاب قررت الانصهار لتشكيل حزب جديد قيل انه يستجيب لطموحات الشعب التونسي في بناء دولة ديمقراطية وسطية متجذرة في هويتها العربية الإسلامية. أصحاب هذه المبادرة هم الحزب الديمقراطي التقدمي وآفاق تونس والحزب الجمهوري والقائمة المستقلة صوت المستقل لصلاح الدين الزحاف مع بعض المستقلين الذين اجتمعوا يوم الأحد الفارط بصفاقس للتشاور والتحاور وتبليغ مبادرتهم لأهالي صفاقس وربما للتأريخ لهذه المبادرة باسم صفاقس. اختيار صفاقس حسب تقديرنا يحمل أكثر من معنى، فلصفاقس دور ريادي في ثورة الكرامة وليس أدل على ذاك انتفاضة الأهالي يوم 12 جانفي، وهي الانتفاضة التي كانت مفصلية حسب المراقبين، فلئن دعمت ثورات الجهات الأخرى فهي فتحت الأفاق أمام ثورة شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة يوم 14 جانفي. صفاقس عبدت طريق الثورة بدماء 3 شهداء هم عمر الحداد وياسين بن حمد وبسام الحضري من جزيرة قرقنة، مع عدد كبير من الجرحى. صفاقس، كما كما معلوم تضم عددا كبيرا من المثقفين والسياسيين والمستقلين، واتحاد الشغل بها كان الفضاء الذي يجتمع فيه المناضلون والشغالون في أحلك الظروف... صفاقس هي مدينة المال والأعمال، هي بوابة الجنوب، هي القلب الاقتصادي النابض بالبلاد... هي عشر سكان تونس...هذه بعض الأسباب التي جعلت أصحاب المبادرة يختارون صفاقس كمنطلق جغرافي لهذه المبادرة. انصهار أحزاب ربما غير متجانسة فيما بينها لتتشكل في حزب جديد برؤية جديدة له أكثر من معنى في هذا الظرف الدقيق من البلاد التي تحتاج فيه إلى توازن في المشهد السياسي الوطني، والتوازن حسب تقديرنا لا يزيد «الترويكا» إلا قوة لأنها فعلا بحاجة إلى منافس قوي ومعارضة مسؤولة وإيجابية تراقب وتصحح المسار. أصحاب المبادرة قالوا انه بإمكانهم أن يكونوا كذلك وبإمكانهم اعتماد مبدأ الديمقراطية في تسيير الهياكل استنادا على مقياسي الجدارة والكفاءة بالأساس. هكذا قال أصحاب «مبادرة صفاقس» والسؤال المطروح: «هل من السهولة بمكان انصهار هذه الأحزاب لتشكيل حزب «وسطي شعبي» يعتمد على الديمقراطية في التسيير»؟، والسؤال الأهم: «هل تلقى هذه المبادرة استجابة من الشعب يتجلى لاحقا في صناديق الاقتراع؟... وهل بالفعل سنتمكن لاحقا من الحديث عن حكومة ومعارضة قويتين؟..