وقف الطاقم الطبي وشبه الطبي أمس وقفة احتجاجية بمستشفى وسيلة بورقيبة بالرابطة.. وطالبوا بتوفير ظروف عمل آمنة بعد أن تعرضت طبيبتين ليلة الثلاثاء الى اعتداء بالعنف وسرقة سيارة إثر أدائهما لواجبهما المهني.. في المقابل وقف المرضى يحتجون على توقف العمل.. وعدم حصولهم على الخدمات الصحية. «الشروق» انتقلت الى مستشفى الرابطة وتحديدا قسم التوليد (وسيلة) والتقت بمدير المستشفى السيد عبد الحميد السلطاني والأستاذ الدكتور خالد ناجي رئيس اللجنة الطبية وحاولت معرفة تفاصيل ما حصل.. تصاعدت الأحداث بمستشفى التوليد بالرابطة صبيحة الأربعاء وقرّر الطاقم الطبي وشبه الطبي التوقف عن العمل احتجاجا لما يتعرضون له من تهديد مادي ومعنوي أثناء ممارستهم لواجبهم المهني.. أما القطرة التي أفاضت الكأس كما وصفها كل من السيد عبد الحميد سلطاني مدير المستشفى والسيد خالد ناجي رئيس اللجنة الطبية فتتمثل في حادثة السرقة و«البراكاج» التي تعرضت لها طبيبة مقيمة وأخرى داخلية على الساعة العاشرة والنصف ليلا. وكانت احدى الطبيبتين تهمّ بفتح باب سيارتها عندما تمّت مهاجمتها وسرقة هاتفها الجوال وساعتها وما تحمله من مصوغ.. كما تمّت عملية سرقة السيارة ولم يكتف مهاجموها بذلك بل ثم جرّها وتعنيفها. ويقول مدير المستشفى إن الانفلات الأمني الذي حصل هو انفلات عام.. لكنه تأسف لممارسة مثل هذا العنف مع طاقم طبي وشبه طبي عمل أثناء الثورة وتحت الرصاص.. ولم يطالب بغير أدائه لواجبه في ظروف أمنية تقي حرمتهم الجسدية. وقال «نحن نتعرض يوميا لأنواع متعددة من التهديد.. لكن ما حصل البارحة أفاض الكأس.. هذا المستشفى له خصوصية فمريضاته من السيّدات.. وجلّ الطاقم الطبي وشبه الطبي من النساء.. والمكان غير مؤمن نظرا لوجوده بمنطقة حسّاسة». وأضاف الدكتور خالد ناجي قائلا «ما حدث اليوم هو تضامن للأطباء والزملاء مع الزميلة.. إنه شعور بعدم الأمان يمتدّ منذ شهور.. لكن هذه هي القطرة التي أفاضت الكأس.. قد يكونون مجموعة من المنحرفين القادمين من الأحياء المجاورة.. لكن غياب الأمن والعدد الكافي من أعوان الحراسة زاد من خطورة ما يحدث». الواضح حسب محدثينا أن سلوكيات المواطن قد أصبحت أكثر عنفا واستنفارا بعد الثورة ولكن توجد فئة كبيرة متفهمة من المواطنين فإن هناك أعدادا أخرى تتتسبب في مشاكل يومية. كلما يطلبه أطباء الرابطة هو الأمن وأدائهم لواجبهم المهني دون تهديد.. فهم مسالمون. تدخل وحلول استعاد مستشفى التوليد بالرابطة سيرورة عمله الطبيعية بعد ان تم التنسيق بين وزارتي الصحة ووزارة الدفاع.. وقدم الجيش الوطني ليقف أمام بهو المستشفى.. ليعم الأمن.. ويستعيد العاملون الطمأنينة ويعود الأمن تدريجيا. في المقابل عبر مدير المستشفى والأطباء عن أملهم بتواصل وجود وحدة الجيش ووحدات الأمن بصفة دائمة لا مؤقتة.. فالأمن هو مطلب دائم، ولا يقتضي العمل مع الشعور بالخوف ووجود تهديدات. ولاحظ السيد عبد الحميد السلطاني غياب التنوير بالشارع الرئيسي أمام وزارة الصحة، وفي المناطق المحاذية للمستشفى. وقال إن عودة الحماية وإبعاد العنف هو شرط استمرار العمل بصورة طبيعية. ويذكر أن مستشفى وسيلة بورقيبة يستقبل سنويا بين 16 ألف و17 ألف مريض.. ويقوم بتوليد 60 حالة ولادة يوميا.. وهو المركز الوحيد المختص في طب الرضيع والأطفال.