تونس الصباح: فاجعة لم تكن في الحسبان.. استيقظ عليها أهالي قلعة الاندلس.. أفزعت كل من يعرف المرحومة علياء القروي قابلة بإحدى المراكز الاساسية. والتي لاقت حتفها بعيد وضعها لطفلة لم تتمتع بضمها سوى بعض اللحظات لتدخل في حالة استعجالية على اثر تعرضها لنزيف حاد بعد إجراء عملية قيصرية لوضع حملها بمستشفى محمود الماطري باريانة. ولمزيد من التفاصيل انتقلت "الصباح" إلى منزل المرحومة علياء بقلعة الاندلس فوجدنا زوجها ملأت قلبه الحسرة والالم على ما أصابه: طفلته الرضيعة لا يتجاوز عمرها ال5 أيام أصبحت يتيمة وفراق زوجته الذي كان مفاجئا له فعوض ان تدخل الفرحة منزله سبقها إليه الحزن والالم. من المسؤول؟.. يقول السيد الطاهر الجريدي بعبارات مختنقة "بتاريخ يوم 30 نوفمبر تم إيواء زوجتي بمستشفى محمود الماطري قسم التوليد لوضع حملها وقد قضت يومين في انتظار عملية الوضع الطبيعي بأمر من طبيب المستشفى على عكس توجيهات طبيبتها المباشرة لحالتها منذ الحمل والتي أكدت على إجراء عملية قيصرية واستحالة الوضع بصفة طبيعية لوجود موانع صحية ثابتة..". يصمت محدثنا قليلا ليأخذ نفسا عميقا ثم يواصل "رغم اتصال الطبيبة المباشرة بالطبيب المشرف على عيادة زوجتي في ذلك المستشفى لاستنكار عملية الوضع الطبيعي واستحالة التأخير نظرا لتدهور صحتها إلا انه أصر على وجوب الانتظار لاخضاعها لعملية وضع طبيعية". وهو ما حصل بالفعل وأثناء الانتظار تم حقن المرحومة علياء بأدوية لتسهيل عملية الولادة إلا أن ذلك - حسب ما أقرته السيدة حبيبة شقيقة الزوج والتي كانت مرافقة للمرحومة طوال فترة الوضع تسبب لها في تردي حالتها الصحية فتم اثرها نقلها الى القاعة العادية لاتمام الوضع الطبيعي ولكن ما حصل في الاخير هو إجراء عملية قيصرية وضعت على إثرها بنتا بصحة جيدة.. ومن ثم تم نقل علياء إلى غرفة عادية وهو ما أكدته امرأة حامل تقيم معها بنفس القسم... ولكن بعد حوالي 3 ساعات حسب ما أفاد به السيد الطاهر تلقى اتصالا من إحدى النزيلات لتعلمه بتعكر حالة زوجته حيث أصيبت بنزيف حاد فانتقل الزوج رفقة أفراد العائلة إلى المستشفى للاطمئنان على صحة زوجته لكنه لم يجد من يرشده سوى احد المبنجين الذي اخبرهم بتازم حالة المريضة دون إيضاحات وعلى الساعة السابعة صباحا اخبرهم عون شبه طبي بعد إلحاح منهم عن وفاة الزوجة.بعيدا عن منزل المرحومة ب11كلم انتقلنا إلى منزل والديها حيث وجدنا العديد ممن جاؤوا للتعزية..استقبلنا الوالد وكله أسى ولوعة غمرت جفونه الدموع قائلا " إنا لله وإنا إليه راجعون ذهبت علياء ولن تعود ذهبت لا اعرف ماذا سأفعل بدونها..هي الكفيلة الوحيدة لنا... والدتها كفيفة ومريضة نفسيا.. ازدادت سوءا بعد هذه الفاجعة". وقد أضاف محدثنا بأنه طلب من ابنته الولادة في القطاع الخاص ولكنها رفضت ذلك ظنا منها بأنها ستجد العناية اللازمة بين أصدقائها وزملائها لكن حصل عكس ذلك.. فتح تحقيق... يقول الاستاذ يوسف الجريدي محام انه على اثر ما عاينه من الاطار الطبي بمستشفى محمود الماطري باريانة تقدم وشقيقه زوج المرحومة بالتشكي للقضاء قصد فتح بحث في الموضوع للكشف عن الاسباب الكامنة وراء هلاك علياء وبعد إذن من وكيل الجمهورية باريانة لتشريح الجثة للوقوف على سبب الوفاة إن كان طبيعيا أو من جراء التقصير.. إلا انه لم يتم إرفاق الملف الطبي للهالكة من قبل المستشفى المعني مما صعب مهمة الطبيب الشرعي.و لكن تم الحصول على نظائر من التسخير من الشرطة العدلية تم تسليمها إلى قسم الطب الشرعي لانطلاق عمله. اثر هذه الوقائع أذن وزير الصحة العمومية بانطلاق بحث معمق والعمل على بيان الحقيقة وقد أفاد في هذا الغرض الدكتور قاسم بن خليفة مدير إدارة التفقدية الطبية انه تم التنقل إلى المستشفى المعني يوم 4 ديسمبر وتم استدعاء الاطباء المشرفين على هذه العملية وأن التحقيق لا يزال قائما ولا يمكن الجزم بوجود تقصير أو عدمه. ولكن للاشارة إلى أن المستشفى المعني هو قسم استشفائي جامعي يتم فيه تكوين الطلبة كما تتم فيه عمليات توليد عديدة وعمليات متطورة ولكن ما حصل فيه يبقى موضوعا للبحث.