البغدادي عون هو من الجيل المسرحي الجديد، الذي يكابد ويجاهد من أجل التموقع داخل الساحة المسرحية التي لازالت تسيطر عليها اللوبيات حسب قوله... البغدادي إختار أن يبدع بمفرده بعد أن أغلقت في وجهه أبواب مركز الفنون الدرامية بمدنين وأول إنتاجاته «حكايتنا» الذي انجزه في إطار جمعية من قطاع الهواية، لكن هذا لم يمنعه من عرضها في مختلف جهات الجمهورية... عن هذا العمل والثقافة وواقع المسرح في مدنين تحدث المسرحي البغدادي عون في هذا الحوار. ماذا يمكن ان نعرف عن «حكايتنا»؟ هو عمل يندرج ضمن مسرح «الفداوي» مقتبس عن كتابات محمد المرزوقي حول السيرة الهلالية، من إخراجي وتم انتاجه في إطار جمعية «عشاق الركح بمدنين». وما الذي جعلك تعود إلى السيرة الهلالية؟ أنا مغرم بالتراث، ومؤمن بأن التجربة المسرحية التي لا تنطلق من بيئتها وثقافتها وتراثها هي تجرية هجينة هذا إلى جانب أنني أنحدر من قبيلة «الزغابنة» التي هي من قبائل الهلاليين، هذا الانتماء هو الذي حملني إلى السيرة الهلالية التي وجدت فيها حكايات يمكن أن تحكى اليوم.. وهل وجد العمل رواجا في الساحة؟ طبعا، لقد قدمنا «حكايتنا» في مناسبات عديدة وفي مختلف جهات البلاد كانت آخرها في المهرجان الدولي بدوز، إضافة إلى مهرجان الخرافة بالنادي الثقافي الطاهر الحداد. أمازال للفداوي جمهورا في تونس زمن «الفايس بوك» والأنترنات؟ صدقني فوجئت بالحضور المكثف للجماهير في كل العروض شخصيا لاحظت عودة إلى الهوية وإلى تراثنا. عودتك إلى التراث أليست عودة إنتهازية؟ فهمت قصدك قطعا لا، العودة إلى التراث هي عودة إلى التاريخ والأمجاد والثقافة والهوية إلى الأدب الشفوي، وليست عودة ذات بعد ديني. لماذا لم تنجز العمل في إطار مركز الفنون الدرامية بمدنين؟ لي تحفظات كثيرة على هذه المؤسسة التي أقصتنا كمختصين من أبناء الجهة مازلنا نعاني من العمل الفردي وسلطة الواحد... لم تتغير الممارسات بعد 14 جانفي؟ لا شيء تغير، المؤسسات الثقافية تعاني إلى اليوم من المحسوبية والشخصنة وتابعة لمركز القرار في العاصمة، لاشيء ينبع من الجهة ثقافيا، نحن نستهلك كل ماهو قادم من العاصمة حتى ما أنجزه مركز الفنون الدرامية بمدنين لا علاقة له ببيئتنا... هل حاولتم التواصل مع إدارة المركز؟ الادارة الثقافية عموما مصابة بالصمم ولا تريد أن تسمع : «وحين تعبر عن رأيك تتهم وتصبح هدفا لحملة تشويه، لذلك فضلت أن أعمل خارج هذه المؤسسة التي تعمل تحت شعار الصداقة والقرابة وبعيدة كل البعد عن المقاييس المهنية. جديد «حكايتنا» بعد مهرجان دوز؟ سنقدم سلسلة من العروض بمدينة قرونوبل الفرنسية وذلك في إطار تظاهرة ثقافية ستقام تحت عنوان «تونس بين الشرق والغرب 2012» وهي تنظيم مشترك بين المركز البلدي للأنشطة الاجتماعية بكابوش، والمكتبة الوطنية بقرونوبل والقنصلية التونسية بقرونوبل وإن شاء الله تتم الرحلة باعتبار ان هناك بعض العراقيل. أي نوع من العراقيل؟ أنا أستاذ تربية مسرحية تقدمت بطلب رخصة للقيام بهذه الرحلة التي تدخل في إطار الاحتفاء بالثورة والتعريف بالثقافة التونسية لكن إلى حد الان لم أتلق ردّا على مطلبي باعتبار أن الملف أحيل إلى السيد وزير التربية... لكن ثمة الكثير من زملائك الذي قدموا عروضا خارج الحدود؟ هذا صحيح ولكن حسب مصدر من الوزراء هؤلاء لم يطلبوا ترخيصا والادارة لم تكن على علم برحلاتهم أما أن فقد سلكت المسالك القانونية والادارية لذلك عليّ الانتظار الاجابة وأرجو أن تكون إيجابية باعتبار أنني أسعى إلى التعريف بثقافتنا وكم نحن في حاجة اليوم إلى أن نسجل حضورنا في مثل هذه التظاهرات.