المعارضة الكويتية التي توصف بالاسلامية هي في الواقع مظلّة لتحالف غير وثيق بين إسلاميين وليبراليين وقوميين ومستقلين وهي مرشحة للفوز في الانتخابات التشريعية التي تجرى اليوم والتي وصفت بأنها الأخطر في تاريخ الكويت. يتوجه الناخبون الكويتيون اليوم الى مكاتب الاقتراع في «أخطر انتخابات» تشريعية تشهدها الكويت على حدّ تعبير المحللين الذين لاحظوا أن هذه الانتخابات تأتي بعد انتخابات تونس ومصر والمغرب في مسار ما يعرف بالربيع العربي. وحسب البرلماني الكويتي المخضرم والمرشح للانتخابات أحمد السعدون فإن الانتخابات هي التي ستحدد مستقبل الكويت ولكن السعدون قال إنه يخشى أن تبدأ المواجهة بين البرلمان الجديد ورئيس الوزراء المقبل منذ اليوم الأول.المعارضة تتقدم يترشح للانتخابات التشريعية الكويتية 286 «سياسيا» من بينهم 50 معارضا ويتنافس المرشحون على 50 مقعدا. ويتوقع المحللون الكويتيون تحقيق المعارضة فوزا هاما وتاريخيا وحصولها على ما بين 26 و33 مقعدا ممّا يعني سيطرتها بشكل كامل على قرار البرلمان. ووضع مرشحو المعارضة الحملة الانتخابية تحت شعاري محاربة الفساد والاصلاح السياسي وهما شعاران يواصلان الحملة التي استهدفت 13 من نواب البرلمان السابق حققت معهم النيابة بتهمة الحصول على رشوة. وتأتي الانتخابات على خلفية تصعيد بين السنة والشيعة في «اقتباس» كويتي للتوتر الطائفي الذي تعاني منه المنطقة بأكملها. وتأتي الانتخابات كذلك بعد حركة الاحتجاجات غير المسبوقة التي قادها الشباب والتي تواصلت بنعرة طائفية حتى الليلة قبل الماضية بهجوم على محطة تلفزيونية خاصة واشتباكات بين الشرطة وناشطين قبليين خلفت 17 جريحا.انتخابات خطيرة ويمنح الوضع السياسي المحلي والاقليمي أهمية خاصة للانتخابات البرلمانية في دولة الكويت ثالث أكبر منتج في منظمة الدول المصدّرة للنفط. ولئن يتوقع المراقبون فوز المعارضة إلا أنهم لا ينتظرون عودة الاستقرار السياسي الى الامارة. وحول أسباب هذا «التشاؤم» قال الناشط والمحلل السياسي الكويتي أنور الرشيد إن أعداء الديمقراطية لن يقفوا مكتوفي الأيدي» بينما قال المرشح المعارض فيصل المسلم ان القوى الموالية للحكومة السابقة، والتي تتهمها المعارضة بالفساد، تحضّر مشروعا تدميريا للبلاد. ولاحظ محللون آخرون أن إطلاق عملية إصلاح سياسي في الكويت يعني دخول البلاد في مرحلة انتقالية قد تبدأ بمشادات جديدة وقد لا تنتهي إلا باعتماد النظام السياسي السائد حاليا في بريطانيا أي تحويل الكويت الى إمارة دستورية وهذا على الأقل ما يطالب به ناشطون شباب أكدوا أنهم ليسوا ضد آل الصباح الذين يحكمون الكويت منذ 250 عاما.