استضاف برنامج حوار على قناة «فرانس 24» أوّل أمس رئيس الحكومة الانتقالية السابق الباجي قايد السبسي الذي صرح لتوفيق مجيد بأنه من السابق لأوانه الحكم على مردود الحكومة الحالية بعد مرور شهر على توليه إدارة البلاد. وأضاف بأن الوقت لم يفت بعد لكتابة دستور جديد والإعداد للانتخابات المقبلة. وأكد على أن حكومة حمادي الجبالي التزمت أدبيا وليس قانونيا في تحديد مدة عملها بسنة. البيان الذي أصدرته الأسبوع الماضي بعنوان «بيان للرأي العام» لقي انتشارا كبيرا فهل كنت تتوقع النجاح الذي حظي به؟ لم تكن لدي خلفيات عندما أصدرت هذا البيان بل كان محاولة مني لجلب الانتباه إلى الوضعية التي تمر بها البلاد وضرورة العمل على تجاوز هذه المرحلة الدقيقة. انتشار هذا البيان إعلاميا هو شيء طيب ويظهر إقبال التونسيين على التصريحات المنطقية. هل كان للكاريزما التي تتمتع بها دورا في تهدئة الأوضاع ووأد الاضطرابات؟ يبدو أن ذلك صحيح، وقد يعود إلى الثقة التي تمنحها لي شريحة كبيرة من الشعب وهو أمر مشرف أن تحظى خطاباتي وبياناتي بشعبية كبيرة ويضيف على عاتقي مسؤوليات أكبر.. أحرص اليوم على أن تنجح الحكومة الحالية لأن في نجاحها نجاح التجربة الديمقراطية ونجاح الحكومة التي ترأستها. ما حققته الحكومة التي ترأستها أعتبره نصف نجاح وأرجو أن تواصل الحكومة الحالية المسيرة. الديمقراطية التي ننشدها لم تتحقق بعد فتونس لا تزال اليوم في منتصف الطريق. ما هو تقييمك لمردود الحكومة الحالية؟ أعتقد أنه لا يمكن اليوم الحكم على مردود الحكومة الحالية بعد انقضاء شهر على توليها لمسؤولياتها. لكننا نأمل في أن تؤدي هذه الحكومة خلال المدة المتبقية من عمرها إلى تأمين الظروف الملائمة لإجراء الانتخابات في غضون سنة من الآن. لكن هذه الحكومة لم تعلن عن تحديد زمني لمهامها إلى الآن؟ قانونيا، لم تحدد هذه الحكومة مدة زمنية لمهامها، إلا أنها التزمت أدبيا بتوليها الحكم لمدة سنة كما هو الشأن للمجلس التأسيسي الذي ستتواصل مهامه إلى 23 أكتوبر 2012. وفي هذا الإطار جاء البيان الذي قمت به للفت الانتباه والتذكير بأننا اليوم وبعد ثلاثة أشهر من انتخابات المجلس التأسيسي بقيت 9 أشهر أعتبرها كافية لتحرير الدستور التونسي الجديد والإعداد للانتخابات المقبلة وهو ما يجب أن تنكب عليه الحكومة من الآن ليتم تنظيم الاقتراع المقبل قبل 23 أكتوبر 2012. هل تتم استشارتك من قبل الحكومة الحالية نظرا لخبرتك السياسية ومكانتك المؤثرة لدى التونسيين عموما؟ لم يستشرني أحد ولم أطلب ذلك من أحد. ليس لدي أي طموح سياسي لكن كل ما فيه مصلحة لتونس لن أتردد في القيام به ولا أطمح لتولي أي منصب سياسي ولا وزاري ولا منصب رئيس دولة. ما السر وراء الإقبال الشديد على تصريحات رئيس الوزراء السابق على الإنترنت؟ أعتقد أن السبب في ذلك يعود إلى أنني أتحدث بصفة تلقائية وطبيعية ولا أتحدث لغة مزدوجة بل لغة في متناول الجميع بعيدا عن كل الحسابات السياسية مما يجعل المتتبعين يلمسون لهجة صدق في خطابي. كما قد يعود ذلك إلى الثورة التي طالت الإعلام اليوم وهي من مزايا تحرير الإعلام.