الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف يحتل مكانة متميزة في حياة التونسيين رغم تغير العادات، واختلاف الأساليب والطرق فتستعد أغلب العائلات لطهي العصيدة بأنواعها أما عصيدة الزقوقو فتبقى تحتل مكانة مرموقة في المطبخ التونسي. إلا أن أسعار الزڤوڤو في أول عيد بعد الثورة شهد ارتفاعا كبيرا مقارنة بالسنوات الماضية فقد بلغ سعر الكلغ الواحد 17 دينارا وأكثر، فهل يقدر المواطن التونسي البسيط على شراء الزڤوڤو والاحتفال بالمولد النبوي الشريف وإسعاد أولاده ؟ الشروق قامت بجولة داخل السوق الأسبوعية لمدينة رادس لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الغلاء المفرط وكيف سيتصرف أبناء الجهة أمام هذه الظاهرة وهل سيحتفلون بالمولد هذه السنة؟ أغلب رواد سوق رادس أصروا على أن بعض تجار الجملة استغلوا الظرف الصعب الذي تمر به البلاد بعد الثورة وغياب الرقابة فقاموا بالترفيع في سعر هذا المنتوج بشكل خيالي دون مراعاة ما يعانيه المواطن يوميا بسبب غلاء المعيشة .السيد علي باشا تاجر بقول وفواكه جافة أفاد بأن المنتوج متوفر بالأسواق حيث تم توفير حوالي 300 طن من مادة الزڤوڤو إضافة إلى ما تبقى من إنتاج السنة الفارطة والمقدر بحوالي 100 طن إلا أن الاحتكار هو السبب الرئيسي في هذا الغلاء. أما الحاجة محرزية السوسي تاجرة متجولة فترى أن باعة سوق الجملة بمنطقة الخربة بسيدي بومنديل هم الذين يتحكمون في الأسعار دون رقيب وقد أضافت محرزية أن المادة متوفرة رغم ما شهده الإنتاج من تقلص ملحوظ نتيجة عدة عوامل طبيعية مثل احتراق بعض الغابات منها جزء هام من غابة الهوارية ورغم ذلك فإن جامع ثمار الزقوقو يبيعه بثمن معقول جدا ومناسبا لتاجر الجملة في حدود 5 دنانير أو 5800 مليم للكلغ الواحد فإن التاجر الموزع هو المسؤول عن غلاء سعر هذه المادة خلال بيعها للتجار للصغار وللمستهلك. السيد حمادي تاجر من مدينة منزل تميم تذمر من قلة الإقبال على شراء مادة «الزڤوڤو» إذ أن الكثير من التجار سارعوا منذ مدة لشراء كميات كبيرة وبأسعار مرتفعة نسبيا وعرضوها بأسعار أرفع وهو ما كان وراء عزوف المواطن على شرائها مما سبب لهم خسائر إضافية إضافة إلى ارتفاع أسعار الفواكه الجافة فاللوز مثلا ارتفع الكلغ الواحد من 12 دينارا إلى 14 دينارا ، يضيف السيد حمادي أن عصيدة الزقوقو كانت في القديم رمزا للفقر وقد اعتمدها سكان الشمال الغربي في فترة الجفاف كمادة رئيسية في الغذاء وتمثل عيبا كبيرا عند العائلات البلدية الكبرى في تونس العاصمة وأحوازها حيث لا يعترفون سوى بالعصيدة العربي المصنوعة من الدقيق أو عصيدة الفواكه مثل البوفريوة وتشتهر منطقة منزل بوزلفة بعصيدة الدرع. أما ليلى من سكان حي المراح برادس فتقول أنها سوف تشتري علبا للزڤوڤو المرحي والمعد للطهي مباشرة يبلغ سعره 9 دنانير للرطل الواحد لأنها تربحها الكثير من الوقت وأسرع على مستوى الطهو وأفضل لها من اقتناء الزڤوڤو العادي الذي يتطلب وقتا طويلا لتنظيفه. أما بلقاسم الفطناسي فيرى أن الانفلات الأمني والاعتصامات وقلة المراقبة من قبل وزارة التجارة هي السبب في ارتفاع أسعار الزقوقو هذه السنة وعلى المواطن أن يقاطع شراءها حتى لا يتم استغلاله بهذه الطريقة .السيدة ناجية الدريدي من سكان حي «مكسولا» برادس أفادت بأنها لاتحتفل بعيد المولد النبوي الشريف وتعتبر ذلك بدعة، ودعت التونسيين عامة وسكان رادس خاصة بأن لا يشتروا الزڤوڤو بهذه الأسعار الملتهبة، حتى وإن أرادوا فعل ذلك فليؤجلوه إلى فترة أخرى قبل أو بعد عيد المولد.