«عصيدة الزقوقو وعصيدة البوفريوة والفستق موضة اليوم». «الزرير» والعصيدة البيضاء عادة الأمس... تكاليف بسيطة ومذاق لذيذ وشتان بين الامس واليوم كنا في الماضي نستفيق على رائحة البخور والزغاريد وترتيلات الشيخ عبد الباسط عبد الصمد تدوّي في أرجاء البيت أما اليوم يأخذ منا التعب مأخذه قبل الموعد بأيام لكثرة التحضيرات واللهث وراء الزقوقو مراحل عديدة تمر بها قبل وصولها الى بطوننا تنظيف ورحي وطبخ وزينة... يا حسرة على أيام زمان...». تفاصيل وصلتنا من بعض الفنانات التونسيات اللاتي عايشن «مولد» الامس و«مولد» اليوم، فرجّحن الكفة جميعهن الى ذكريات الماضي الجميلة وتحسّرن عليها. وباعتبار أن بلادنا تحتفل غدا كسائر البلدان الاسلامية بالمولد النبوي الشريف، «الشروق» عايشت بعض الذكريات مع بعض النجمات بين «مولد» الأمس و«مولد» اليوم؟ يا حسرة على العصيدة البيضة «مذاق لذيذ وصحية بكل مكوّناتها بالعسل وزيت الزيتون وتجنبنا التعب المادي والمعنوي»... هكذا تحدثت لنا السيدة خديجة السويسي. عن احتفالها بالمولد النبوي الشريف بالامس في حين ترى أن احتفالات اليوم مبالغ فيها خاصة مع هذه اللهفة التي تسبق المولد بأيام طوابير من الناس أمام بائعي الزڤوڤو، تشنّج الاعصاب وصراعات أمام محلات الفواكه الجافة تضيف السيدة السويسي «سبب الداء هي المعدة» فاليوم أصبحنا نتحدث عن أنواع من العصيدة، فنجد الى جانب عصيدة «الزڤوڤو» «الفستق» و«البوفريوة» وشخصيا تؤكد خديجة «إمكانياتي المادية هي التي تتحكم في شهواتي... فما أحوجنا الى عصيدة الامس التي تجمع العائلة أما اليوم أصبحت النساء يتبارين حول إعداد العصيدة ويتباهين بها... شتان بين الأمس واليوم»... تختتم خديجة السويسي كلامها متمنية «مولد مبروك للجميع». «مازلت أحافظ على العادات» مثل كل «البيوت» التونسية أحتفل بالمولد بإعداد العصيدة لكن الاختلاف الوحيد بين الامس واليوم تقول الممثلة ليلى الشابي وجود أمي بيننا رحمها الله كانت تستيقظ باكرا تعد لنا العصيدة «البيضاء» لكن هذا لا يعني أننا اليوم استغنينا عن تلك العادات «لا بالعكس» تضيف ليلى «تفاصيل صغيرة تغيرت وبالرغم من أني امرأة عصرية الا أني مازلت أحافظ على العادات والتقاليد أحضر العصيدة البيضاء في الصباح دون الإستغناء عن عصيدة الزقوقو فهي الأقرب الى معدتي...» ليلى الشابي تقول أن هذه المناسبات الدينية التي تحتفل بها بلادنا هي ليست مجعولة للأكل فحسب بل هي فرصة لتجمع العائلات والتزاور وإحياء صلة الرحم... خصوصية وكل جهة من البلاد التونسية عاداتها وتقاليدها في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لذلك تقول الفنانة صفوة وهي أصيلة ولاية صفاقس أن الإعداد الى هذه المناسبة يبدأ من «عيد الإضحى» فتقوم النسوة بتحضير «النشاء» وإعداد «البازين» وترك البعض منه أي «النشاء» الى المولد لإعداد «البازين» مرة ثانية هذا الى جانب «العصيدة البيضاء» والفطائر والبخور والزغاريد هذه عادات الأمس تقول السيدة صفوة «لكن هناك بعض الجوانب مازلنا الى حد الآن نحافظ عليها. وعن لهفة التونسي هذه الأيام على «الزقوقو» والتذمر من غلاء الأسعار تتساءل السيدة صفوة لماذا لا يقع شراء الزقوقو ولوازمه من قبل فالجميع يعرف موعد المولد النبوي الشريف والجميع يقبل على الشراء في نفس الوقت...» «عادة الجدود» من أجمل الأعياد وأقربها الى قلبي المولد النبوي «هكذا تحدثت الفنانة منية البجاوي مضيفة «هيهات علّي فات» لكن الحمد لله بعض العادات مازلنا نحتفظ بها الى اليوم البخور والعصيدة البيضاء والتزاور وتبادل «الصحون» ما أجمل هذه المناسبات. تقول منية شخصيا أعد عصيدة الزقوقو ارضاء لابنتي فمثلما كانت تتعامل معي أمي أتعامل أنا مع ابنتي أما العصيدة البيضاء تضيف البجاوي أعدها سنة بعد أخرى وسوف تكون حاضرة هذه السنة فهي عادة «الجدود». هكذا إذن كنا بالأمس وهكذا أصبحنا اليوم وشتان بين هذا وذاك على حد تعبيرهن لكن تبقى كل البيوت التونسية وبالرغم من مسايرة العصر محافظة على عاداتها وتقاليدها.