يصدر الفنان لسعد ابراهيم، قريبا، ألبومه الغنائي الأول في مسيرته الفنيّة، وقد اختار له عنوان «الحبايب» وهو عنوان إحدى أغاني هذا الألبوم الثلاث، الى جانب أغنيتي«الشهيد» و«الديمقراطية» وعلى قلتها في هذا الألبوم، فإن الأغاني جاءت متنوعة ومختلفة على مستوى اللحن، أو الموسيقى، لكن مضامينها لا تبتعد عن بعضها البعض كثيرا، لأنها ببساطة لها علاقة بثورة الشعب التونسي وتضمن نقدا للفاسد ورموزه في فترة ما قبل الثورة. فأغنية «الديمقراطية» مثلا أغنية شبابية، لحنا وتوزيعا قريبة من الراب على مستوى الكلمات الناقدة والتي لا تخلو من الطرافة، لكنها تختلف عنه موسيقيا،وفيها اجتهاد واضح من قبل الفنان لسعد إبراهيم كلمة ولحنا، كما في بقية أغاني ألبومه. وقد اخترنا من أغنية «الديمقراطية» هذا المقطع ويقول فيه «لسعد» مخاطبا رئيس الحكومة المؤقتة، السيد الباجي قائد السبسي: خويا الباحي هيّا دبر لينا فكر باش نصير... نحو التغيير الثعلب ماكره يحب يواصل في الكراسي هاهي..راسي الشعب يقاسي بلاش مراسي بلاد دستوره لا يزيد يثور الديمقراطية وأنا نصيرْ... بالتدبيره والحكمة هي المصير.. وقد عمد «لسعد إبراهيم» في أغنيته هذه الى التحذير من إمكانية ركوب الثورة التي قام بها شباب وصفه ب«المعلم» أغنية شبابية لا تخلو من النقد وبها أكثر من رسالة إلا أن هذا الفنان بحكم بحثه في المجال الموسيقي، وعشقه لهذا المجال وهو أستاذ تعليم ثانوي في مادة الموسيقى، لم ينس الطرب الأصيل ومقاماته التي يدرس وبها يلحن فلحن أغنية «الشهيد» في مقام «الرست» لكنها (أي أغنية الشهيد) تختلف عن أغنية «يا شهيد» التي ولدت ذات رحيل شهيد تونسي من قفصة برصاص وطني مفرط في وطنيته في يوم خبز وطني أحداث يعرفها كل تونسي عاشها أو لم يعشها. كما لحن لسعد إبراهيم أغنية«الحبايب» في مقام «الصبا» وهو أكثر المقامات العربية، تعبيرا عن الحزن وتأثيرا في المستمع. لمحة وتجدر الإشارة الى أن «لسعد إبراهيم» هو أستاذ موسيقى يباشر عمله منذ سنة 1999 وهو عازف على آلتي «العود» و«الكمنجة» وهو أيضا ملحن ومطرب، أسس مجموعة «زخارف» الموسيقية سنة 1996 بدار الثقافة ابن خلدون وقدم مجموعة من العروض الموسيقية في حصص تلفزية خاصة مع الاعلامي الراحل نجيب الخطاب، كما شارك في عديد المهرجانات داخل البلاد التونسية وخارجها (إيطاليا والبحرين، والكويت والجزائر...) ومن أبرز العروض التي قدمها، ونالت إعجاب المشاهدين في بداياته عرض «قهوة عربي» وعرض «موسيقى الثلاثنيات» والعرض المتميز «زخارف صوفية». وفي تصريح خص به «الشروق» شدد الفنان لسعد إبراهيم على أن غيابه عن الساحة الفنية، كان مرده سببين اثنين، السبب الأول هو ابتعاده عن العاصمة وتدريسه للموسيقى بأحد معاهد ولاية صفاقس في بداياته، والسبب الثاني هو نوع من الكسل أصابه في السنوات الأخيرة رغم كونه أسمعنا قصيدا، لحنه منذ سنوات ولم يصدر الى الآن،قصيد أبدع في تلحينه، وحتما سيكون في ظلم نفسه وظلم المستمع ، إن لم يصدره في قادم الأيام.