جمعية «الأمل» هي جمعية خيرية تكونت بفرنسا بعد الثورة من طرف تونسيين مقيمين هناك وهدفها الاساسي مساعدة المناطق المحرومة بالتجهيزات. زارت أخيرا مدينة تالة محملة بحاوية كبيرة من التجهيزات الطبية للمستشفى المحلي بتالة. «الشروق» تلقت دعوة من هذه الجمعية وكانت على عين المكان بمدينة تالة حيث قامت بالتحقيق التالي والتقت السيد محسن سعيدي (طبيب رئيس قسم الدائرة الصحية بمستشفى تالة ورئيس النيابة الخصوصية لبلدية تالة) يقول: وقع الاتصال بنا من طرف هذه الجمعية بعد مؤتمرها التأسيسي، والذي سهل المهمة أن رئيسها هو من أبناء تالة، وقد طلبوا منا اقتراحات حول النواقص التي يتطلبها مستشفى تالة فقدمنا لهم ذلك، وقد تكفلوا مشكورين بالاتيان بتجهيزات طبية قيمة، ونحن بصدد وضعها بأقسام المستشفى. وسوف نعطي ما زاد على حاجاتنا الى المستشفيات الاخرى بالولاية. كما طلبوا منا هذه المرة تقديم مقترحات لاعانة البلدية . ولما سألناه عن نواقص مستشفى تالة أجاب» نواقص مستشفى تالة، فقد زارنا وزير الصحة وأطلعناه عليها ووعدنا بحل هذا الاشكال. وما نطلبه بصفة عاجلة الآن آلة تعقيم من نوع (autoclave) لأن آلة التعقيم المستعملة حاليا من نوع (Poupinel) لا تستطيع قتل كل «الفيروسات» خاصة «فيروس» التهاب الكبد الفيروسي من صنف (ج) (Hépatite C) المنتشرة بكثرة بهذه المعتمدية. والسبب الاساسي في انتشارها هو النقص في تعقيم أدوات الاستعمال الطبي خاصة في طب الاسنان. خلافا ما يعتقده البعض أن السبب هو مياه الشرب الموجودة بتالة، لأن الماء يسبب التهاب الكبد الفيروسي من صنف (أ) وليس صنف (ج). كما نطالب بطاولات تدفئة المستعملة عند الولادة لأن الطبيب و«القابلة» أحيانا يضطران للقيام بأكثر من عملية ولادة في نفس الوقت. فمن المفروض ان يجد المولود هذا النوع من الطاولات لنحافظ على صحته خاصة وتالة تمتاز ببردها الشديد. ولما سألناه عن وضع بلدية تالة أجاب: لما تسلمنا مهمة تسيير هذه البلدية منذ شهر ونصف وجدناها في حالة مزرية. نقص في التجهيزات، وبنية تحتية مهترئة. فهل تتم التنمية والبنية التحتية تكاد تكون منعدمة تماما؟ فتالة في حاجة الىتنمية حقيقية.. وليس بمنطق الصدقات «زيت ومقرونة» وهذا «عار وعيب» في حق مدينة دفعت دم أبنائها من أجل حرية تونس. أما السيدة بشار مناعي ناجية (أمينة مال جمعية أمل) تقول: لقد فوجئت وأنا أزور مستشفي تالة. بطريقة تعقيم الادوات الطبية باستعمال آلة (Poupinel) فهذه جريمة في حق الانسانية وما أريد أن تبلغوه الى رئيس الجمهورية ورئيس المجلس التأسيسي ووزير الصحة وهم جميعا أطباء يعرفون الدور الكبير للتعقيم بالمستشفيات والاخطار الناجمة عند إهماله بأن يتدخلوا لمد هذا المستشفى بآلة تعقيم من نوع autoclave لأنه ليس من المعقول بعد أكثر من خمسين سنة استقلال مازلنا نعرض حياة المرضى لاخطار العدوى بسبب آلة تعقيم لا تكلف وزارة الصحة الشيء الكثير. ونحن كجمعية بعثت بعد الثورة استطعنا بعد التنسيق مع مستشفى أبونيا (Aupagne) بجنوب فرنسا بالاتيان بالتجهيزات التالية: 14 سريرا طبيا متطورا، و14 حاشية طبية، و10 كراسي متحركة، 8 طاولات توضع بجانب الاسرة، و5 طاولات متحركة للأكل و2 كراسي متحركة للأطفال، و8 كراسي متحركة للكبار، و18 زوجا من «العكاكيز» للمصابين على مستوي الأرجل و3 آلات مساعدة على المشي بالعجلات (déambulateurs à roues) و10 آلات مساعدة على المشي بدون عجلات، و3 كراسي متحركة للمعوقين و9 عصي للارتكاز، ولم نتمكن من الاتيان بآلات أخرى لأن الحاوية لم تتسع الا لهذه التجهيزات الطبية، وسوف نواصل في هذا المجهود مستقبلا... وبالمناسبة أتوجه بالشكر الى كل من ساعدنا (مستشفى اوبانيا (Aupagne) بفرنسا الشركة التونسية للملاحة التي تكفلت بنقل هذه التجهيزات من فرنسا الى تونس مجانا وكذلك الهلال الأحمر التونسي الذي وجدنا منه كل المساعدة.