ما يزال الوضع ينذر بالخطر جرّاء تواصل سقوط الثلوج بمدينة عين دراهم وكل مناطق المعتمدية لليوم الرابع على التوالي بلا انقطاع وبمرور كل يوم يزداد سمك الثلوج وتتأزم الأوضاع أكثر فأكثر. هذا على الرغم من المجهودات المبذولة من طرف الجيش الوطني والحماية المدنية ومصالح الغابات والحرس الوطني ومصالح التجهيز والسلطة المحلية وبلدية المكان وبمعاضدة بعض المواطنين لإزالة الثلوج وفكّ العزلة عن المواطنين بوسط المدينة والأحياء والقرى المتاخمة لها معزّزة بآلات كاسحة وماسحة وجارفة وماتزال الأوضاع مأساوية بالقرى الجبلية والمناطق الريفية التي لم تتوصل الأطراف المتدخلة الى فكّ العزلة عنها كقرية صرى رابح ودار فاطمة ووادي الزان وعين سلام وعديسة وغيرها نظرا الى بعد المسافات وسمك الثلوج وصعوبة التدخلات. زيارة الوزير الأول بعد زيارة كاتب الدولة لدى وزير الداخلية السيد سعيد المشيشي الى معتمدية عين دراهم للاطلاع على الأوضاع ومعاينتها وقعت مطالبته من طرف المواطنين بالتوجه الى حي الخضراء ومشاهدة الحالات الانسانية على عين المكان وقد تلتها زيارة السيد حمادي الجبالي الوزير الأول ورئيس الحكومة عقد على إثرها جلسة عمل بمقر ولاية جندوبة وتكوين خلية أزمة بمعتمدية عين دراهم وخلية طوارئ بمقر الولاية لمجابهة أي طارئ وقد تمّ اتخاذ قرار بتدعيم مجهودات التدخل بمعتمدية عين دراهم ب19 آلة كاسحة وماسحة و5 سيارات إسعاف ووحدات طبية متنقلة وأدوية ومساعدات مختلفة. المنازل القديمة والأكواخ تنذر بالانهيار توجد بشارع الحبيب بورقيبة من مدينة عين دراهم عدة منازل قديمة بنيت في عهد الاستعمار وتصدّعت جدرانها وتشقّقت أسقفها وأزيل جلّ ملاطها وأصبحت متداعية للسقوط وقد ازداد الأمر خطورة بتراكم كميات من الثلوج فوقها وأصبحت تنذر بالانهيار كما أن الأكواخ بالمناطق الريفية ستلقى نفس المصير إذا ما تواصل تساقط الثلوج. الوضع الصحي عاش المستشفى المحلي بعين دراهم أوضاعا صعبة لانعدام وسائل النجدة خاصة بالنسبة الى المرضى الذين يعانون من الأمراض المزمنة والحالات الاستعجالية وحالات الولادة الصعبة وحسب بعض المصادر فإن هناك حالات وفاة وإصابة بالكسور وقعت. وبمجرد فتح الطريق الوطنية رقم 17 الرابطة بين عين دراهموجندوبة تمّ نقل عدد من المرضي الى المستشفى الجهوي بجندوبة وإعلان مجانية التداوي بالمستشفى المحلي بعين دراهم خلال هذه المدة كما تمّ تسريح عدد من العالقين وسط الثلوج. الماء والكهرباء لليوم الرابع على التوالي وتزامنا مع تساقط الثلوج تقبع العديد من الأحياء والقرى الريفية والجبلية بلا ماء ولا كهرباء وقد تجنّدت مصالح الشركة التونسية للكهرباء والغاز للتدخل بعدة أماكن وإصلاح الأعطاب الحاصلة لكن الانقطاع ما يزال متواصلا الى الى حدّ الآن. قطيع الماشية يتعرض قطيع الماشية بالقرى الجبلية والأرياف والمتكون من الأغنام والبقر والماعز وهو مورد رزق العديد من المواطنين وخاصة العائلات الفقيرة منهم الى نقص حاد في الأعلاف والكلإ نظرا الى انقطاع المسالك وسُمْك طبقة الثلوج التي تغطي المراعي والجبال وهذا ما سيؤدي حتما الى نفوق العديد منها. المناطق الأخرى التحقت قرية بني مطير التابعة لمعتمدية فرنانة والواقعة على بعد 15 كيلومترا من مدينة عين دراهم الى صف الأماكن المعزولة والتي تعيش أوضاعا مأساوية وانطلق أهلها في الاستغاثة وطلب النجدة والمساعدة عن طريق وسائل الاعلام السمعية.