فاطمة المسدي تنفي توجيه مراسلة لرئيس الجمهورية في شكل وشاية بزميلها أحمد السعيداني    تحت شعار «إهدي تونسي» 50 حرفيّا يؤثّثون أروقة معرض هدايا آخر السنة    عاجل: الجزائر: هزة أرضية بقوة 3.9 درجات بولاية المدية    الفنيون يتحدّثون ل «الشروق» عن فوز المنتخب .. بداية واعدة.. الامتياز للمجبري والسّخيري والقادم أصعب    أمل حمام سوسة .. بن عمارة أمام تحدّ كبير    قيرواني .. نعم    تورّط شبكات دولية للإتجار بالبشر .. القبض على منظمي عمليات «الحرقة»    مع الشروق : فصل آخر من الحصار الأخلاقي    كأس إفريقيا للأمم – المغرب 2025: المنتخب الإيفواري يفوز على نظيره الموزمبيقي بهدف دون رد    "طوفان الأقصى" يفجر أزمة جديدة في إسرائيل    الغاء كافة الرحلات المبرمجة لبقية اليوم بين صفاقس وقرقنة..    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الإطاحة بشبكة لترويج الأقراص المخدّرة في القصرين..#خبر_عاجل    مناظرة 2019: الستاغ تنشر نتائج أولية وتدعو دفعة جديدة لتكوين الملفات    كأس افريقيا للأمم 2025 : المنتخب الجزائري يفوز على نظيره السوداني    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    أستاذ قانون: العاملون في القطاع الخاصّ يمكن لهم التسجيل في منصّة انتداب من طالت بطالتهم    بابا نويل يشدّ في'' المهاجرين غير الشرعيين'' في أمريكا: شنوا الحكاية ؟    عاجل : وفاة الفنان والمخرج الفلسطيني محمد بكري    هيئة السلامة الصحية تحجز حوالي 21 طنا من المواد غير الآمنة وتغلق 8 محلات خلال حملات بمناسبة رأس السنة الميلادية    تمديد أجل تقديم وثائق جراية الأيتام المسندة للبنت العزباء فاقدة المورد    تونس 2026: خطوات عملية لتعزيز السيادة الطاقية مع الحفاظ على الأمان الاجتماعي    الديوانة تكشف عن حصيلة المحجوز من المخدرات خلال شهري نوفمبر وديسمبر    في الدورة الأولى لأيام قرقنة للصناعات التقليدية : الجزيرة تستحضر البحر وتحول الحرف الأصيلة إلى مشاريع تنموية    القصور: انطلاق المهرجان الجهوي للحكواتي في دورته الثانية    زلزال بقوة 1ر6 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    عاجل: بعد فوز البارح تونس تصعد مركزين في تصنيف فيفا    عدّيت ''كوموند'' و وصلتك فيها غشّة؟: البائع ينجّم يوصل للسجن    قفصة: إصدار 3 قرارات هدم لبنانيات آيلة للسقوط بالمدينه العتيقة    تزامنا مع العطلة المدرسية: سلسلة من الفعاليات الثقافية والعروض المسرحية بعدد من القاعات    مرصد حقوق الطفل: 90 بالمائة من الأطفال في تونس يستعملون الأنترنات    عاجل/ بعد وصول سلالة جديدة من "القريب" إلى تونس: خبير فيروسات يحذر التونسيين وينبه..    قائمة سوداء لأدوية "خطيرة" تثير القلق..ما القصة..؟!    حليب تونس يرجع: ألبان سيدي بوعلي تعود للنشاط قريبًا!    عاجل: هذا موعد الليالي البيض في تونس...كل الي يلزمك تعرفه    هام/ المركز الفني للبطاطا و القنارية ينتدب..    عركة كبيرة بين فريال يوسف و نادية الجندي ...شنوا الحكاية ؟    قابس: أيام قرطاج السينمائية في الجهات ايام 25 و26 و27 ديسمبر الجاري بدارالثقافة غنوش    ندوة علمية بعنوان "التغيرات المناخية وتأثيرها على الغطاء النباتي والحيواني" يوم 27 ديسمبر الجاري على هامش المهرجان الدولي للصحراء    درجة الحرارة تهبط...والجسم ينهار: كيفاش تُسعف شخص في الشتاء    هذا هو أحسن وقت للفطور لخفض الكوليسترول    صفاقس: تركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية بالمعهد العالي للتصرف الصناعي    تونس: حين تحدّد الدولة سعر زيت الزيتون وتضحّي بالفلاحين    عاجل: تغييرات مرورية على الطريق الجهوية 22 في اتجاه المروج والحمامات..التفاصيل    بول بوت: أوغندا افتقدت الروح القتالية أمام تونس في كأس إفريقيا    اتصالات تونس تطلق حملتها المؤسسية الوطنية تحت عنوان توانسة في الدم    البرلمان الجزائري يصوّت على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    مع بداية العام الجديد.. 6عادات يومية بسيطة تجعلك أكثر نجاحا    تونسكوب تطلق نشيدها الرسمي: حين تتحوّل الرؤية الإعلامية إلى أغنية بصوت الذكاء الاصطناعي    عاجل/ العثور على الصندوق الأسود للطائرة اللّيبيّة المنكوبة..    وزارة التجهيز تنفي خبر انهيار ''قنطرة'' في لاكانيا    عاجل: اصابة هذا اللّاعب من المنتخب    عاجل/ قضية وفاة الجيلاني الدبوسي: تطورات جديدة..    كأس الأمم الإفريقية المغرب 2025: برنامج مباريات اليوم والقنوات الناقلة..#خبر_عاجل    دعاء السنة الجديدة لنفسي...أفضل دعاء لاستقبال العام الجديد    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    في رجب: أفضل الأدعية اليومية لي لازم تقراها    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



متى يذوب الجليد بين الحكومة والمناطق المعزولة؟
ملف الاسبوعي - أجواء ساخنة ودم بارد


وفيات.. كسور وإصابات.. ومناطق مازالت معزولة
خلفت موجة البرد التي شهدتها مناطق الشمال الغربي مآسي اجتماعية لا يمكن حصرها تكشفت مع فك العزلة عن عديد المناطق المنكوبة بعد أسبوع من الأوضاع الكارثية عمقت جروح الفراغ التنموي والتهميش الذي عانته هذه المناطق لأكثر من نصف قرن.
مئات العائلات وجدت نفسها تواجه المجهول في ظل غياب أي تدخل فعلي من الأطراف المسؤولة طوال الأيام الأربعة الأولى مما أزّم معاناتها أكثر بل ان التأخر في التدخل كلف البعض حياتهم أمام انقطاع الطرقات وعجزهم عن الوصول الى المستشفيات. قد كان يمكن تفادي الكثير من المخلفات السلبية لو تحركت لجنة مجابهة الكوارث فعليا منذ اليوم الأول أو الثاني وبادرت بإقرار توفير كاسحات الثلوج وماسحات الطرقات ودعم المواد اللازمة بمختلف المناطق.
ومازالت عديد المناطق تعاني من العزلة رغم تدخل عديد الأطراف على غرار «العوامرية»، «عين سلام»، «المعلمية»، «الرواعي»، «بحيرة الزيتونة»، «الغرة»، «واد الزان»، «الحمران»، «دار فاطمة» بل إن وضعيتها قد تتعقد اكثر مع موجة البرد الثانية.
اِستياء من الحكومة
يبدو ان تأخر التدخل زاد في استياء المواطنين من الحكومة التي تباطأ تحركها ولم يحصل الا بعد تكرر استغاثات المتساكنين عبر مختلف الإذاعات الجهوية والوطنية بل ان التصريحات الاولى لوزيري الشؤون الاجتماعية والتجهيز اللذين أكدا ان اهالي الشمال الغربي متعودون على الثلج وبامكانهم التاقلم مع الاوضاع أثارت الكثير من الاستغراب. كما طرح المتساكنون اكثر من نقطة استفهام بشان تصريح رئيس الحكومة السيد حمادي الجبالي الذي اكد وهو في طريق عودته من جندوبة ان الاوضاع لا تشكل خطورة ليتبين الجميع فيما بعد ان الواقع مأساويا.
اِنهيار المنازل
خلفت الأوضاع المأساوية التي عاشتها عديد المناطق انهيار عديد المنازل التي لم تقدر على تحمل الثلوج حيث وجدت عديد العائلات نفسها في العراء قبل تدخل الأطراف المسؤولة وبعض الجمعيات اما لإيوائها ببعض المراكز التي أعدت للغرض من دور شباب ومؤسسات عمومية او منحها بعض الخيام. كما اضطرّ عشرات العائلات بعين دراهم ومناطق عبد العظيم بفريانة والرحيبات بفوسانة ومناطق أخرى بكسرى ومكثر الى مغادرة مساكنهم وأكواخهم هربا من موت محقق.
كسور وإصابات متفاوتة
عدم تعوّد المواطنين على الكميات الهائلة من الثلوج أدّى الى إصابة العديدين بكسور متفاوتة بسبب الانزلاق وهو ما عمّق أكثر مأساة البعض الذين وجدوا أنفسهم يواجهون متاعب صحية إلى جانب الكارثة الطبيعية.

6 ضحايا بعين دراهم
1 رابح بن محمد سعودي، دار فاطمة.
2 حمدة بن خميس كريمي، الكريمية التباينية.
3 محسن العيادي، مدير مدرسة التباينية.
4 زيدان ضيفلي، حي الازدهار.
5 رابح بن كشريد، واد الزان.
6 مراد بن محمد بن عرفة، حي الغابات.

«الصباح» وحملات لجمع التبرعات
تطلق «الصباح» انطلاقا من اليوم حملة جمع أجهزة تدفئة للمدارس والإعداديات في المناطق المتضررة من موجة البرد. وتدعو الراغبين في توفير هذه الأجهزة لأبنائنا وفلذات أكبادنا الاتصال بدار «الصباح» أو عن طريق الهاتف على الرقم 71.238.222
هذا وقد ساهمت دار «الصباح» في حملة نظمها المخرج إلياس بكار وجمعيات خيرية أخرى.
كما نظم مكتب دار «الصباح» بصفاقس حملة تبرعات بالتعاون مع جمعية أحباء الطفولة لتتواصل إلى غاية مساء اليوم حيث سيتم تجميع المواد الغذائية والملابس لفائدة متساكني الشمال الغربي.

فوضى لا مبرر لها
تأزمت أمس الأوضاع أكثر في جهة عين دراهم بعد عودة تساقط الثلوج في ظل فوضى عارمة تعرفها المدينة في غياب السلط المحلية والجهوية. ورغم تأمين الجيش الوطني لعمليات وصول الإعانات فإن توزيعها يفتقر الى التنظيم بل ان توزيع أغلبها لم يتجاوز أحياء المدينة في الوقت الذي لم تصل فيه مختلف المساعدات الى القرى البعيدة والتجمعات التي مازال بعضها معزولا. وإذا كانت السلط المسؤولة قد فشلت في فك عزلة عديد المناطق وتأمين وصول المساعدات الى قرى ومجمعات أخرى فإنه كان يتحتم عليها تنظيم عمليات توزيع الإعانات التي تصل بين الحين والآخر عبر الجمعيات والمبادرات الخيرية لتصل الى مستحقيها لا أن تواصل لا مبالاتها متناسية واجباتها ومسؤولياتها في هذا الظرف الدقيق.

تالة
نقل المرضى على ظهور الحمير
أزمة الثلوج بتالة ، كشفت عن هشاشة البنية التحتية من مسالك غابت ملامحها وطرقات تتوسّطها الحفر والمياه الراكدة وقنوات التطّهير وشبكة الكهرباء والماء حيث غابت ملامح المدينة وعانى الأهالي صعوبة في التّنقل وعزلت كلّ الأرياف.. حدث هذا في غياب وسائل لفك العزلة عن المتساكنين هناك مما دفع بسكان المناطق الريفية المعزولة إلى استعمال الأحمرة للتّنقل لقضاء الحاجيات وحتّى لنقل المرضى...
عبّر العديد من المواطنين الذين تحدّثنا معهم عن استيائهم الكبير من لامبالاة المسؤولين الجهويين والوطنيين حيث أثار عدم قدومهم وكذلك وسائل الاعلام المرئية في الإبان حفيظة أبناء الجهة وقد نقل الشباب هذا الاستياء عبر موجات الإذاعات وشبكة الانترنيت... لقد كانوا يترقّبون قدوم أحد المسؤولين كما أعلمونا، ليقف على حالة المدينة وأوضاعها ويعيش معهم ولو بضع دقائق.. ولكن الأمر لم يحدث وارتأت الحكومة معالجة الوضع بالإعلان عن رصد مساعدات للجهات المتضررة.
توفيق الحافضي

في سابقة خطيرة
أهالي حيدرة يرفعون العلم الجزائري
اِتجهت مجموعة من مواطني منطقة حيدرة الغاضبين الخميس الماضي نحو الحدود الجزائرية رافعين العلم الجزائري على خلفية لا مبالاة الحكومة التونسية بمعاناتهم وتجاهل السلط الجهوية والمحلية التي لم تتدخل في الوقت المطلوب لنجدتهم وتوفير عديد المتطلبات. وفقا لتأكيدهم ولاشك ان هذا المشهد يحتم على الاطراف المسؤولة التفكير في مصلحة المواطنين مستقبلا وضبط استراتيجية أنجع في التدخل أثناء الكوارث والحوادث المفاجئة.

جمعيات ومنظمات لبت نداء الواجب
اِنطلقت أمس قوافل مساعدات موجهة لعدّة مناطق في الشمال الغربي التي تعيش وضعا مأساويّا على خلفيّة تساقط الثلوج. ونظم هذه القوافل عدد من الجمعيّات والمواطنين:
* الاتحاد العام التونسي للشغل
* الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليديّة
* الجمعيّة الوطنيّة للصحفيّين الشبّان
* الهلال الأحمر
* جمعيّة نسائم الخير
* جمعيّة إيجابيون بلا حدود
* جمعيّة لمّة الخير
* جمعيّة التراحم
* بيت الفضل
* جمعيّة شباب 14 جانفي بالمكنين
* دار الشباب بقصر هلال
* البنك العربي لتونس
* جمعيّة المبادرة والاعتماد على الذات
* جمعية التنمية
* جمعية العطاء
* أهالي تطاوين
* أهالي بن قردان وجمعيّة الدفء
* جمعيّة كلنا توانسة
* جمعيّة وفاء

اللجنة الوطنية لمجابهة الكوارث
تحسب لمختلف السيناريوهات.. وتخوف من الفيضانات
تفاديا لتكرار سيناريو ما حصل في موجة البرد الأولى التي كانت كارثية علمت «الأسبوعي» ان اللجنة الوطنية لتفادي الكوارث ومجابهتها وتنظيم النجدة دعت الى ضرورة الإبقاء على كاسحات الثلوج بالمناطق المتضررة تحسبا للموجة الثانية المرتقبة التي ستشهدها مناطق الشمال الغربي اليوم وغدا استنادا الى توقعات الرصد الجوي.
كما قررت دعم المخزونات من مختلف المواد والأغطية خصوصا بعد ما عانته عديد المناطق في الموجة البرد الأولى من نفاد عديد المواد في ظل انقطاع الطرق الرئيسية الى جانب توفير كميات إضافية من غاز التدفئة في المحطات ودعم أسطول النقل الطبي .
وبدورها دعت لجنة مجابهة الكوارث بجندوبة إلى الرفع من درجة اليقظة والتأهب والتحضير لمختلف السيناريوهات الممكنة لإجلاء متساكني المناطق المنخفضة والمحاذية لمجاري المياه والأودية لتسهيل عمليات الإجلاء في صورة حصول فيضانات .
إجراءات استباقية للحماية من الفيضانات
وحذر السيد كمال العيادي مديرمركز التفكير الاستراتيجي للتنمية بالشمال الغربي من حدوث فيضانات كارثية تهدد البنية التحتية والأحياء السكنية باعتبار ان ذوبان الثلوج بمناطق الشمال الغربي قد يؤدي لانزلاقات بالطرقات و انهيار عشرات المنازل و الأكواخ. وأشارإلى ان السدود غير قادرة على استيعاب كميات المياه التي ستنتج عن ذوبان الثلوج التي من المنتظر ان تزداد اكثر في موجة البرد الثانية. وشدد على أن المركز أحدث خلية لمتابعة الأوضاع و التنسيق مع السلط المعنية.
وعلمت «الأسبوعي» ان وزارة الفلاحة جندت اطارات ومختصين لحماية السدود من المخاطر و اتخذت عديد التدابير الاستباقية تحسبا لعديد المفاجآت خصوصا مع زيادة منسوب المياه من جراء تهاطل الأمطار وذوبان الثلوج

الرصد الجوي يؤكد
تساقط الثلوج من جديد اليوم وغدا
اكدت مصادر الرصد الجوي ل «الأسبوعي» تواصل برودة الطقس بأغلب الجهات مع امطار متفرقة بالشمال والوسط والجنوب كما ان الثلوج سيتساقط اليوم وغدا بالمناطق الغربية وبعض المناطق الداخلية للشمال والوسط ومن المنتظر ان يشهد الطقس تحسنا تدريجيا انطلاقا من بعد غد الاربعاء وفقا لأخر التوقعات الجوية.
اليوم الاثنين
يتواصل الطقس باردا بأغلب المناطق مع أمطار متفرقة بالشمال والوسط ومحليا بالجنوب
تساقط الثلوج بالمناطق الغربية وبعض المناطق الداخلية للشمال والوسط
الريح من القطاع الغربي ضعيفة فمعتدلة من 15 الى 25 كلم/س وتصل الى 35 كلم/س قرب السواحل
البحر مضطرب
تتراوح الحرارة القصوى بين 4 و8 درجات وفي حدود درجتين تحت الصفر بالمرتفعات
غدا الثلاثاء
يتواصل الطقس باردا بأغلب الجهات مع أمطار متفرقة بالشمال والوسط ومحليا بالجنوب
تساقط الثلوج بالمناطق الغربية وبعض المناطق الداخلية للشمال والوسط
الريح من القطاع الغربي قوية نسبيا من 30 الى 40 كلم/س قرب السواحل ومعتدلة من 20 الى 30 داخل البلاد.
البحر مضطرب
تتواصل الحرارة منخفضة
يوم الاربعاء
سحب كثيفة على كامل البلاد مع أمطار بالشمال والوسط
الريح من القطاع الغربي قوية قرب السواحل ومعتدلة داخل البلاد
البحر شديد الاضطراب
الحرارة في ارتفاع طفيف

مناطق منكوبة «تعزل» اجتماعيا وسياسيا وإداريا
سلط جهوية دون مصداقية.. والحكومة «تفشل» في احتواء الأزمات
ولايات الجمهورية وجهاتها المنسية والمسحوقة التي كانت قبلة ومقصد رجال السياسية باختلاف مرجعياتهم ومشاربهم الايديولوجية والفكرية.. يبدو أن النسيان عاد ليلفها من جديد «فبركاتها» الثورية انتهى مفعولها بدخول البلاد مرحلة الشرعية.. هذه الجهات التي قمعت وعانت من التهميش لعقود طويلة وجدت اليوم نفسها معزولة إداريا وسياسيا واجتماعيا واقتصاديا رغم احتجاجاتها المتكررة ودعواتها المتواترة للحكومة ولرئيس الجمهورية لاتخاذ التدابير والإجراءات المنصفة لهذه المناطق والتي تعوّض حرمانها وتمتصّ احتقانها..
وساهمت موجة البرد والثلوج التي شهدتها مدن الشمال الغربي في تأزّم الوضع إذ وجد الأهالي أنفسهم في مواجهة «غضب الطبيعة» دون حماية من الدولة.. فالحكومة وعلى شاكلة تعاملها مع باقي الملفات المستعجلة التي طرحت على «جنابها» منذ توليها دواليب تسيير الدولة وجدت نفسها غير قادرة لوجستيا جهويا ومركزيا على احتواء الأزمة أو الكارثة.
بل بدت مفاصل الدولة متفككة ومؤسساتها متنافرة، والتنسيق شبه غائب بين السلطة المركزية ممثلة في رئيس الجمهورية وحكومة الجبالي والسلط الجهوية ممثلة في الولاة والمعتمدين والمندوبين الجهويين..
جنوب ثائر دون «احتواء»..
منذ اندلاع الثورة الليبية والجنوب التونسي يعيش على وقع تفاصيل معاناة يومية فبعد الخوف من إغارة كتائب القذافي وانتهاكها للمجال التونسي هبّ الأهالي لتقديم يد العون والمساعدة للاجئين بما أرهق كاهلهم لكن ذلك لم يدفعهم للتذمّر لأن المسألة تبدو ذات بعد إنساني محمود.. لكن اليوم يعبّر الجنوب عن رفضه لوضع من الإقصاء والتهميش طال لعقود خاصّة مع تصاعد موجات التوتّر الأمني على المعابر الحدودية وهو ما أسهم في إرباك الأهالي بالنظر إلى التذبذب الأمني على طول الشريط الحكومي.. وكغيرها من ولايات الجمهورية شهدت ولايات الجنوب احتجاجات واعتصامات ساهمت بشكل مباشر في تعطيل عجلة الاقتصاد خاصّة مع الإضرابات التي شهدها المجمع الكيميائي بقابس والذي دفع بالاقتصاد الوطني الى تكبّد خسائر فادحة مثله مثل شركة فسفاط قفصة بحيث تسببت الإضرابات التي شهدها الحوض المنجمي في خسائر كبيرة أثرت على تصدير الفسفاط وحرمتنا من عائداته المالية الهامة.. ولم تستطع السلط الجهوية في كل من قابس وقفصة احتواء الأزمة وامتصاص الاحتقان الناجم عن سوء تقدير أحيانا من هذه السلط التي وجدت نفسها في الخطّ الأمامي من المواجهة مع الاحتجاجات وأمام واقع مرير اسمه المطالب الاجتماعية ولذلك «عجزت» عن حلّ المشاكل جهويا خاصّة وأن الحكومة لم تمدّ يد العون بالقدر الذي يرضي هذه الجهات وظلّت المسألة في مستوى الوعود غير المنفّذة وفعلا طوال الأحداث المتعاقبة على مدن الجنوب لم نشعر بسلط جهوية قوية بل مجرّد موظفي دولة لا هيبة لهم بين الأهالي.
نكبة الشمال.. وسقوط ورقة التوت
تجلّد ولايات الشمال وصبرها الطويل على الإقصاء والتهميش تحوّل منذ أسابيع الى نوع من الحنق والغيظ وبات الاحتقان المكبوت ينذر بثورة اجتماعية عارمة..
مدن الشمال النائية والفقيرة والتي يصل فيها الفقر الى معدلات مخجلة لا تليق بدولة ترنو الى التقدّم ضاقت ذرعا من الوعود، وما الاحتجاجات الأخيرة التي شهدتها مكثر ومعتمديات جندوبة إلاّ خير دليل على ما نقول..
ورغم أن هذه الاحتجاجات وقع تطويقها بوعود رئاسية للنظر بجدية في المشاكل المطروحة.. فان الطبيعة أبت إلاّ أن تسقط ورقة التوت عن وعود الحكومة التي تبدو منفصلة عضويا عن مشاكل وهموم الناس.. فمدينة صغيرة كعين درهم «تطمر» بالثلوج وتتعمّق المأساة أكثر لتسفر عن قتلى، دون نسيان جوع الأهالي والبرد القارس الذي فتك بهم، ودون أن نرى نجاعة على مستوى التدخلات العاجلة للسلط الرسمية الجهوية والمركزية فبعد «الهفوة الخطيرة» للحكومة عندما لم تأخذ بعين الاعتبار تحذيرات الرصد الجوي فإن كل الهياكل الرسمية المحلية والجهوية كانت تحرّكاتها متأخرة وفيها الكثير من الارتجال ودون تنسيق حسب ما أفادنا به أهالي المدينة كما أن المعدات التي من المفروض أن تكون بحوزة الهياكل لنجاعة التدخّل في ظروف مشابهة، تبخرت واضطرت السلط الجهوية للاستعانة بالخواص في هذا الشأن هذا دون نسيان الدور السلبي لوالي جندوبة الذي لم يسع لتوطيد علاقاته بالأهالي بقدر ما كان عامل توتّر في الجهة..
ولولا وقفة المجتمع المدني لكانت نتائج هذه الكارثة الطبيعية أكثر فداحة رغم أن الوضع الميداني مازال يشهد تطورات لا يمكننا التكهّن بخطورتها من عدمه.
السلط الجهوية وعلاقتها بالمواطنين
يعتقد ممثل العريضة الشعبية بالمجلس التأسيسي محمد الحامدي أن هناك تنسيقا كبيرا بين السلط الجهوية والسلط المركزية.. ورغم أن عطلة المولد النبوي حالت دون اجتماع المجلس التأسيسي لمناقشة التطوّرات الخطيرة والكارثية للطقس إلاّ أن الحامدي أبدى أسفا عميقا للأوضاع المأسوية التي تعيشها مدن الشمال مع موجة الثلوج وخاصّة عين دراهم بحيث اعترف بتقصير الحكومة في معالجة المسألة وعجزها في التعامل مع المستجدات، وأنه إلى حدّ الآن تغيب النجاعة عن جلّ التدخلات..
ورغم ذلك يؤكّد الحامدي أنه كعضو مجلس تأسيسي ممثلا لتيار العريضة الشعبية ولولاية سيدي بوزيد يحرص على دعم التنسيق بين الحكومة كسلطة مركزية وبين والي سيدي بوزيد وهو يحاول دوما البحث عن أنجع السبل لتحقيق احتياجات الجهة ورغم ذلك يقول «العمل مازال طويلا وشاقا لكن نحن نحاول بجدية تجاوز الأخطاء»
ورغم أنّنا لا نوافق الحامدي في ما ذهب إليه من سعي ممثلي الجهات بالمجلس التأسيسي لإيجاد الحلول الناجعة والعاجلة لمشاكل المواطنين بالمناطق الداخلية وبأن هناك تنسيقا مع السلط المركزية باعتبار أن مشاكل الجهات الداخلية بقيت على حالها بعد عام من الثورة لم يجن منها الفقراء إلاّ مزيدا من ضنك العيش والبؤس الجهوي.
منية العرفاوي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.