اعتبر الباحث الجزائري وعميد كلية الحقوق والعلوم السياسية بالجامعة الجزائرية الدكتور عزري الزين في لقاء مع «الشروق» أن المبادرة التي أطلقها الرئيس التونسي ببعث الروح في الاتحاد المغاربي تشكّل خطوة في الاتجاه الصحيح يجب البناء عليها وتفعيلها. كيف تقيّم أستاذ، الجولة المغاربية التي يقوم بها الرئيس التونسي هذه الايام... وأي مفعول يمكن أن تتركه هذه الجولة على صعيد العمل المغاربي برأيك؟ الحمد & أننا شعوب توحدنا الازمات... ففي عزل المحنة يزداد تقاربنا ووحدتنا وتكبر الحاجة الى توحيد صفوفنا... اليوم هناك فعلا تحديات كبيرة... وهذه التحديات تحتاج الى أن نترك كل خلافاتنا جانبا وان يتلاشى كل ما يفرّقنا وأن تتجمع القواسم الكبيرة التي توحّدنا... لقد مررنا بأزمات كبيرة وعشنا مخاضات عسيرة... والآن هذه الزيادة للرئيس التونسي من شأنها أن تعيد القطار المغاربي الى السكة الصحيحة... ومن شأنها أن تعطي دفعا قويا للعلاقات بين تونسوالجزائر. هل ترى أن رياح الثورات العربية قادرة بهذا المعنى على اكتساح الجمود الذي اتسم به العمل المغاربي منذ أكثر من عقدين؟ بالتأكيد، بعد هذه الثورات وهذه الازمات مررنا بإصلاحات دستورية.. ونحن مقبلون في ماي المقبل على انتخابات مهمة... كذلك المغرب ستلتحق بهذا المسار الاصلاحي في المنطقة المغاربية... وبالتأكيد ستدرج البعد المغاربي وبعد ان تقوّي الداخل ستعمل على تقوية البعد الخارجي... اذن نحن اليوم ازاء مرحلة تحول داخلية تعد في حد ذاتها اللبنة الاولى للمغرب العربي الكبير... في هذه الحالة، هل تعتقد ان عقد قمة مغاربية خلال هذا العام، كما ذهب الى ذلك الرئيس التونسي يشكل حاجة ضرورية وأساسية على هذا المسار؟ في الحقيقة، لا أخفي ان لديّ تحفظا على الفكرة التي طرحها الرئيس التونسي المنصف المرزوقي بعقد القمة المغاربية هذا العام لأن الاوضاع في بعض الدول لا تزال غير مستقرة... على غرار ليبيا، كذلك الازمة في سوريا من شأنها أن تؤثر في العمل المغاربي... وليس لنا اليوم رؤية موحدة حول هذا الموضوع بمعنى أن القرار العربي لا يزال غير موحد حول معالجة هذه الازمة... وفي تصوري فإن عقد أي قمة مغاربية غير ممكن الا بعد حل الازمة السورية... لكن ضروري أن تستمر مثل هذه الزيارات والمشاورات واللقاءات من أجل التمهيد لهذه القمة التي يجب ان نعترف بأنها أكثر من ضرورية خاصة في هذه المرحلة... ولذلك فإن هذه القمة لا أراها في الحقيقة بعيدة ولا قريبة أيضا. كيف كان صدى زيارة المرزوقي الى الجزائر خاصة بعدما تردد عن جدل سياسي واعلامي بهذا الخصوص؟ نحن في الجزائر رحبنا بهذه الزيارة ونرى أنها تصب في خانة تقوية العلاقات بين الجزائروتونس... فنحن لنا رؤية واحدة حول عديد القضايا والمواضيع فضلا عن التقارب الكبير في النظام السياسي والمنظومة القانونية اضافة الى التآلف بين شعبي البلدين... وكله يوفر أرضية صلبة للتقدم بالعلاقات التونسيةالجزائرية بعيدا...