يبدو أن مخاض «الربيع الإيراني» لا يزال بعيدا عن أبواب بلاد فارس التي نجحت قواتها أمس في إجهاض أول حراك شعبي في السنة الجارية تنديدا بسياسات الحكومة والتي بلغت إحدى شعاراته «الافتراضية» حد المطالبة بإسقاط المرشد الإيراني علي خامنئي. نجحت السلطات الإيرانية أمس في تضييق الخناق على المتظاهرين الذين أعلنوا استعدادهم لتنظيم مظاهرات ضد نظام الحكم في البلاد. وفرضت السلطات الإيرانية إجراءات أمنية مشددة في طهران والمدن الكبرى، وذلك قبل ساعات من مظاهرات وعد بها أنصار الإصلاح والتغيير أمس في طهران بشكل خاص، والأحواز العربية ومدن إيرانية أخرى، لإطلاق ما يسمونها إشارة استقبال «ربيع إيراني» على غرار الربيع العربي. ربيع إيراني ودعت أحزاب وتيارات مختلفة في المعارضة الإيرانية إلى المشاركة الواسعة في المظاهرات، من أجل الالتحاق بركب الربيع العربي، وذلك عشية مرور عام كامل على اعتقال الزعيمين الإصلاحيين مير حسين موسوي ومهدي كروبي. وبينت تقارير انتشار عناصر الباسيج وذوي الملابس المدنية بشكل مكثف في قم عند ضريح معصومة، تحسباً لمظاهرات الربيع الإيراني. وأكد متحدث باسم رابطة علماء الدين في قم والنجف أن الليلة قبل الماضية شهدت إطلاق شعارات ضد المرشد علي خامنئي، وبشرت بسقوطه مع حليفه بشار الأسد، كما سقط حسني مبارك وزين العابدين بن علي. وقال المتحدث إن السلطات قطعت الإنترنت في معظم المدن، وعملت على خفض سرعته إلى درجة بات من الصعب جداً استخدامه وفتح الإيميلات. ونصحت الحركة الخضراء أنصارها بألا يلتزموا بخط مسير المظاهرات الذي أعلن في كل مدينة، وقالت مواقع إصلاحيين إن السلطات الأمنية تفرض حصاراً أمنيا شديدا بدائرة قطرها كيلومترين داخل طهران لمنع حصول تجمعات. وحسب بيان الحركة فإن المظاهرات كذلك ستنظم احتجاجاً على سوء الأوضاع الاقتصادية التي تمر بها البلاد، بسبب سوء إدارة حكومة أحمدي نجاد، وتعريض البلاد إلى خطر الحرب من قبل الولاياتالمتحدة وحلفائها، بسبب ما وصفه البيان بالسياسات المتهورة لأحمدي نجاد التي عرضت المصالح القومية للبلاد والشعب الإيراني للخطر. حسب زعم البيان. منع التجمعات وقد حذرت السلطات المواطنين وطلبت منهم الابتعاد عن المظاهرات حيث قال مكتب حاكم طهران إنه سوف يتم استخدام جميع الوسائل الضرورية لمنع مثل هذه التجمعات. وقال المدعى العام الإيراني غلام حسين محسني إيجئي « من الواضح أن الشرطة والقوات الأمنية في حالة تأهب وستكون هناك بالتأكيد مواجهة حاسمة». وقد نافس موسوى وهو رئيس وزراء سابق وكروبى وهو رئيس برلمان سابق الرئيس الإيراني محمود أحمدى نجاد في الانتخابات الرئاسية التي أجريت عام 2009 والتي شابتها مزاعم تزوير. وقد احتشد أنصارهما في الشوارع للاحتجاج على نتائج الانتخابات. وجرى اعتقال الآلاف ومازال أكثر من مئة شخص من بينهم مسئولون إصلاحيون سابقون قيد الاحتجاز.