اعتصم مؤخرا عمال «شركة مشتقات الأسمنت», مهددين بمنع كل شاحنة محملة «بالبردورة» وتابعة لمقاولات «قلولو» من دخول المنطقة الصناعية, وذلك احتجاجا على أوضاعهم المزرية. بعد أن تحصلت مقاولات «قلولو» على عقد تهيئة وتوسعة المنطقة الصناعية ببولعابة, فقد جرت محادثات بينها وبين شركة مشتقات الأسمنت المتخصصة في صنع «البردورة» والمتواجدة أصلا داخل المنطقة الصناعية, على أساس أن تقوم الأولى بشراء المنتوج من هذه الأخيرة. إلا ان عمال شركة مشتقات الأسمنت اكتشفوا أن كل المحادثات كانت بلا جدوى, حيث أن مقاولات قلولو تتزود «بالبردورة» من سوسة. ولأن هؤلاء العمال والبالغ عددهم 18 عاملا, لم يتحصلوا على أجورهم لمدة فاقت ستة أشهر, وأصبحت شركتهم مهددة بالإفلاس لعدم تمكنهم من بيع منتوجهم, فقد كانوا يقومون بيعه في صفقات الى البلدية والى الولاية والى المقاولين الذين يعملون في تهيئة الطرقات, وقد تعطلت مباشرة ما بعد الثورة. وقد عاشوا آمالا كبرى على ان تقوم مقاولات «قلولو» بشراء ولو جزء من منتوجهم, خاصة وان شركتهم توجد داخل المنطقة الصناعية ذاتها التي تقام بها الأشغال, إلا أن ذلك لم يحصل, وأصبح التهديد بغلق شركتهم أكثر احتمالا. وقد قال مدير الشركة, رضا عسيلي, المشارك في الاعتصام, نحن معتصمون ولن نعطل الأشغال الجارية بالمنطقة الصناعية, ولكننا سنمنع دخول أية شاحنة قادمة محملة «بالبردورة» من أي مكان آخر, لسنا جهويين, ولكننا نناضل من أجل عدم إفلاس شركتنا لتفادي تشريد 18 عائلة, «البردورة» موجودة في المنطقة الصناعية وعلى عين المكان فلماذا يتمّ استقدامها من بعيد. وقال الأسعد, عامل بالشركة, سنواصل اعتصامنا, من أجل إنقاذ أبناءنا وعائلاتنا, نحتاج فقط بان يقوموا بشراء جزء من منتوجنا لنبقى أحياء, فقط لنبقى أحياء, مطلبنا إنساني قبل كل شيء, ولا أعتقد بان عاقلا سيكون ضد مطلبنا. وحسب العمال, سيظل الاعتصام مفتوحا, لمنع دخول أية شاحنة محملة «بالبردورة», على ان تتواصل الأشغال الأخرى, وسيقع فك هذا الاعتصام إلا في حالة واحدة, هو أن يقع شراء هذا المنتوج من شركة مشتقات الأسمنت.