تونس الصباح: أفادت مصادر عليمة من وزارة الصناعة والطاقة والمؤسسات الصغرى والمتوسطة أن قطاع صناعة الاسمنت في تونس سيتعزز عما قريب بمصنع جديد بولاية القيروان. وأفادت مصادرنا أن أشغال بناء هذا المصنع قد انطلقت، وهو سيكون تحديدا بمنطقة الرويسات من معتمدية الشبيكة، وقد قدرت تكاليفه باستثمارات تناهز 7،95 مليون أورو وبخصوص طاقته الإنتاجية المنتظرة يشار أنها ستكون بحوالي مليون طن من الإسمنت الأبيض سنويا، وهو رقم إنتاج هام ستكون له انعكاسات ايجابية بخصوص توفير هذه المادة الحيوية خاصة في السوق المحلية الداخلية، التي عادة ما تكون طفرة استهلاكها من هذه المادة خلال فصل الصيف، وذلك علاوة على الطلب اليومي المتواصل الذي تفرزه حركة حضائر البناء الخاصة في كل جهات البلاد والمشاريع الكبرى للبناء والبنية التحتية التي يتواصل تشييدها في تونس مع مطلع كل سنة ومن خلال المخططات المرسومة لذلك. خوصصة القطاع وكما هو معلوم ففي إطار سياسة تحرير السوق قررت الحكومة منذ سنوات التنازل عن الأنشطة التي تشهد تنافسية كبيرة، وبالتالي بدأت عملية خوصصة شركات قطاع الإسمنت، حيث وقع لحد السنة الماضية التخلي عن 7 مصانع للقطاع الخاص، وبالتالي لم تعد تملك الدولة سوى مصنعين فقط لإنتاج الإسمنت الرمادي وهما مصنع اسمنت بنزرت ومصنع إسمنت أم الكليل بالشمال الغربي. وعلمنا من ناحية أخرى أن شركة " صوتاصيب" التي تمتلك مصنعا للإسمنت الأبيض بجهة فريانة من ولاية القصرين هي التي تولت إحداث هذا المصنع الجديد بالقيروان، وهي شركة برأسمال تونسي جزائري متساو وقعت خوصصتها سنة 2005 ليصبح حوالي 65 في المائة من رأس مالها تابعا للمجمع البرتغالي "سمنتوس مولانس" وفي جانب آخر داخل هذا القطاع الحيوي استفدنا أن نشاط الشركة التونسية الجزائرية للإسمنت الأبيض الواقع بجهة فريانة قد تطور بعد عملية الخوصصة التي شملته سنة 2005، مسجلة ارتقاعا في رقم معاملاتها من 5,34 مليون دينار إلى 7,40 مليون دينار سنة 2008 بين السوق المحلية والخارجية. ويشار إلى أنه على مستوى تزويدها السوق المحلية قد ارتفع حجم معاملات هذه الشركة من 5,15 إلى 4,20 مليون دينار وهذا الرقم يعكس تطور الطلب على الاسمنت من ناحية ومواكبة الانتاج له من ناحية أخرى مع الضغط قدر الإمكان على أسعاره المحلية. وفي جانب آخر قامت هذه الشركة بإحداث مصنع للإسمنت الرمادي بالقيروان كانت كلفته الجملية في حدود 465 مليون دينار، وأحدثت شركة "سوتاسيت القيروان" وذلك بالإشتراك مع مستثمر اسباني وشركة البنيان التونسية. وفي نطاق آلية الإفراق المستحدثة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، قامت الشركة التونسية الأندلسية للإسمنت الأبيض بالاشتراك مع مستثمرين تونسيين وجزائريين وإسبان بإحداث شركة مختصة في صناعة مشتقات الاسمنت (اسمنت لاصق ومواد ملاط) تحت اسم الشركة التونسية الجزائرية للإسمنت ومشتقاته بقيمة استثمارية قدرت ب 4 مليون دينار. وقد أبرمت الشركة مع إثنين من عمالها إتفاقية لإحداث مشروعين بصيغة الإفراق وذلك بولاية القصرين، يتمثل المشروع الأول في يعث وحدة لجمع ونقل وفرز النفايات ، أما الثاني فهو يتمثل في بعث وحدة لصناعة القوالب المتنوعة. تضاعف الانتاج وتفيد دراسات حول القطاع وانتاجه أنه بفضل إعادة تأهيل مصانع الإسمنت التي تمت خلال السنوات الأخيرة وشملت العمومية منها والخاصة، فقد تضاعف الإنتاج الوطني للإسمنت ليبلغ 3,7 مليون طن سنة 2008 مقابل 1,4 مليون طن سنة 1998، أي بمعدل نمو سنوي ب3,5 بالمائة. لكن مقابل هذا إرتفع أيضا الطلب المحلي على هذه المادة ليصل خلال السنة الماضية إلى 9،5 مليون طن. كما وصلت صادرات الأسمنت خلال السنة الماضية إلى حوالي 1,4 مليون طن وأفادتنا مصادر مطلعة أن الحكومة تدرس حاليا إمكانية إحداث مصنع آخر جديد من أجل تزويد السوق المحلية، والاستجابة إلى طلبها المتنامي من سنة إلى أخرى على هذه المادة وكذلك تغطية الطلب العالمي المتنامي على الإسمنت خاصة في منطقة الخليج حيث تشهد هذه المنطقة العربية طفرة في البناءات الكبرى، ومزيدا من الإقبال على الإسمنت التونسي.