برزت فرقة «عشاق الوطن» للوجود في مطلع الثمانينات وأحيت عدة حفلات داخل الاوساط الطلابية وكذلك المهرجانات الدولية على سبيل المثال مهرجان قرطاج سنة 1988. شاركت في مهرجان الاغنية البديلة انذاك، واثر ذلك في مهرجان الأغنية التونسية سنتي 1990 و1991 حيث تحصلت على الجائزة الثانية بأغنية تحت عنوان «طريق النصر» للشاعر البحري العرفاوي. لكنها سرعان ما غابت عن الساحة الثقافية بسبب ملاحقتها من طرف البوليس السياسي وبقيت تحت الاقامة الجبرية... طيلة عقدين من الزمن... وبفضل ثورة 14 جانفي 2011 استأنفت فرقة «عشاق الوطن» نشاطها وكان ذلك يوم 11 جوان 2011 بالضبط حيث أحيت حفلا فنيا ساهرا على ركح المسرح البلدي بالعاصمة. عاصرت الفرقة فرقا أخرى موسيقية ملتزمة من أبرزها الشمس الموسيقي البحث الموسيقي الحمائم البيض المرحلة الكرامة وأولاد الجنوب كما صاحبت كذلك خيرة من صفوة الفنانين على غرار الهادي قلة، توفيق المستاوي والازهر الضاوي ودون أن ننسى المرحوم حمادي العجيمي. ولا غرو، ففي رصيد الفرقة مجموعة من الأغاني تعالج عدة قضايا سياسية واجتماعية ومصيرية تهتم بهموم وبمشاغل جيل من المجتمع الذي عانى الظلم والحيف والتهميش ومن أهمها: وطن الأحرار وطني يا أعز الأوطان يا ليل الأمة متى غده؟ خذ أيامي لا تلومي يا صبية الاستعمار أولاد بلادي أوّاه يا بلدي. وقد كانت القضية الفلسطينية محور الاغنية الملتزمة بحيث كانت ولا تزال حاضرة في الذاكرة. ففي سنة 1989 ساهم هذا الألبوم بأغنية «لعيونك أحنا جايين» للشاعر روحي رباح اسهاما منها في احياء التراث الفلسطيني والذي كان بمثابة الهدية للشعب الفلسطيني الباسل. خلال الأيام القليلة الماضية أثثت فرقة «عشاق الوطن» حلقة من برنامج «نوافذ» للمنشطة نورة بوعلاق قدمت خلالها مجموعة من أغانيها الملتزمة الخاصة بها الى جانب نماذج من أغاني الشيخ إمام، فكيف جاءت هذه الفكرة؟ عن هذا السؤال يجيب الأستاذ شهاب قاسم: «خلال زيارة الشيخ إمام الى تونس بدعوة من الاتحاد العام التونسي للطلبة سنة 1989 استضافته «عشاق الوطن» مدة ثلاثة أيام أقامت الفرقة سهرات فنية مشتركة أعجب بها الشيخ إمام وخاصة بالمستوى الفني وقد أثمر ذلك اللقاء تصريحا خاصا منه هو شخصيا للفرقة بأداء جميع أغانيه بعد توزيعها من جديد وتقديمها للجمهور في شكل فني راق».