وادي زرود هو أحد أهم الأودية بالوسط التونسي وينبع من السفح الجنوبي للظهرية التونسية ويخترق سهولا عديدة حتى يصل سهل القيروان، ويبقى الاستغلال الأمثل لهذا الوادي في إنشاء بحيرات وبعث مناطق سقوية. أقيم على هذا الوادي سنة 1981 سد «سيدي سعد» بين منطقتي نصر الله وحاجب العيون كانت غاية بعثه تغذية الطبقة المائية واستغلاله في الفلاحة السقوية بحيث أضيفت بفضل هذا السد مساحات شاسعة إلى المجال السقوي من جهة أولى ولحماية المنطقة من فيضاناته من جهة ثانية. كما أنه معروف بجفافه خلال أغلب فترات السنة وقوته خلال الفيضانات إذ يصل منسوبه إلى 2400 صنتيمر مكعب في الثانية، ويبلغ حوض واد زرود 5500كم مربع من بينها 3500 كم مربع لوادي الحطب الذي يشكل أحد فروعه الأساسية. الانجراف والحلول الانجراف يحدث نتيجة سيلان الماء على سطح التربة والفعل المشتت للماء على حبيبات التربة مما يؤدي الى جرفها ويتسبب في ازدياد طول عرض الوادي بصفة تدريجية وهذا يؤثر على المناطق الفلاحية المجاورة له، مما اجبر العديد من أصحاب هذه الأراضي خاصة منهم الذين تسمح لهم ظروفهم المادية لإحداث ربطات رملية كبيرة تفصل بين الوادي وأراضيهم الفلاحية لان تكلفة هذا الإجراء يعد باهظا. فيلتجئ ضعفاء الفلاحين غالبا إلى غراسة على حدود أراضيهم بالوادي أشجار غابية أو التين الشوكي، كما أن مظاهر الانجراف يتسبب سنويا في إتلاف العديد من الهكتارات بنسف التربة الصالحة للزراعة. نتيجة النقص المسجل في الأمطار وما ينجر عن ذلك من ملوحة التربة، وبالتالي تآكل الأراضي الفلاحية المحيطة بها كما شهدت خلال السنوات الأخيرة استنزافا للمياه الباطنية عبر كثرة جهر الآبار العميقة، علاوة على ما يتسم به مناخها من رطوبة. وقد أدى ذلك إلى تراجع أنواع الإنتاج الفلاحي الذي تتميز به. وشمل هذا التدهور للأراضي الفلاحية بعض جهات القيروان المعروفة بأشجارها المثمرة نتيجة نقص الأمطار والتغيرات المناخية. الحل في مناطق سقوية يعبّر بعض الفلاحين أن الحل الأنسب هو إنشاء بحيرات في عدة جهات تطل على الوادي كجهة منزل المهيري والبريكات العرقوب والخضراء وزعفرانة وغيرها للحد من زحف الانجراف واستصلاح الغطاء النباتي وتنمية الموارد البشرية الفلاحية و تطوير مناطق سقوية جديدة، وهذا الاقتراح سيطور الفلاحة بشكل كبير حسب رأي الجميع لأن غايتهم المنشودة هي بعث مناطق سقوية، وكما هو معلوم بأن ولاية القيروان ترتكز على الفلاحة بدرجة أولى فلابد من العناية بها ودعم خاصة الأراضي السقوية، واستغلال وادي زرود في أحسن الظروف ليصبح مصدر مدعما للفلاحة لا مهددا لها.