منطقة عرادة المعروفة باسم «المقاديم» هي تجمع سكني يقع بين ولايتي سيدي بوزيد وقفصة في منطقة جبلية رفض أغلب متساكنيها مغادرتها. وتعاني هذه المنطقة من شبه عزلة بسبب رداءة الطرقات المؤدية اليها والتي عادة ما تقطع عند نزول الأمطار باعتبار انّها غير معبّدة ومن صعوبة التنقل أحيانا في مسالكها الجبلية الوعرة حتى بواسطة وسائل النقل الحديثة كما تشكو هذه المنطقة من نقص حادّ في الماء الصالح للشرب حيث لا يزال بعض المتساكنين يستعملون الوسائل البدائية لحلّ مشكلة العطش كجلب الماء في أوان بلاستيكية من بئر قديمة يُجمع الأهالي على أنّ ماءها غير صالح للشرب أو كاستعمال الحيوانات والجرارات لجلب الماء من مناطق بعيدة وتخزينه في فسقيات صغيرة أعدّت للغرض ويؤكد الأهالي أنّ استهلاكهم لهذه المياه تسبب للبعض منهم في الإصابة بعديد الأمراض. الغريب في الأمر أنّه تمّ منذ عدّة سنوات بعث جمعية مائية كما تم مدّ القنوات وإيصال الماء إلى البيوت لكن سرعان ما تبخر الحلم حين انقطع الماء بصفة نهائية بعد سلسلة من الانقطاعات المتكرّرة ومرت الأشهر والسنون وبقيت الحنفيات شاهدا على فشل النظام السابق في حلّ مشكلة الماء بصفة نهائية في المناطق النائية. رغم صعوبة الحياة وقساوة الطبيعة والمناخ في «منطقة عرادة» إلا أنّ المتساكنين يصرّون على البقاء حيث ولدوا وعلى ممارسة الأنشطة الفلاحية ولو بطرق تقليدية ولعل ما يميّزهم هو قدرتهم على تحمل الجفاف والعطش وصبرهم على الفقر وعدم فقدانهم الثقة في قدرة الدولة على حل مشاكلهم التي لا تحصى ولا تعد. فهل ستحمل الأيام القادمة الحلول لمشاكلهم؟