أودت مؤخرا قارورة غاز صغيرة بحياة أم وأسكنت طفلها غرفة الانعاش وصهرها المستشفى وذلك بقلب معتمدية زهرة مدين من ولاية باجة. وتفاصيل الواقعة وفق ما رواه أحد أقرباء العائلة المتضررة انطلقت عندما حاول أحد أفراد هذه العائلة نزع موقد قارورة غاز صغيرة لغرض ما، لكن في اللحظة التي انفصل فيها الموقد عن القارورة، خرجت وراءه السدادة التي عوض أن تسد منفذ الغاز، انطلقت كالرصاصة لتصيب مباشرة مصباح الكهرباء، وعندها اشتعلت النار في الغاز المندفع، وأعقبها انفجار ضخم اقتلع باب المطبخ من أساسه، وخلّف إصابات بالغة لدى الأشخاص الموجودين في المكان فتم إعلام الجهات المعنية بحالة المصابين الخطيرة في الحين، وأمام تأخر حضور عربة إسعاف لنقلهم، تصرف الحاضرون بحملهم في سيارة عادية وتوجهوا بهم إلى المستشفى الجهوي، ولكن بعد قطع مسافة قصيرة اعترضتهم سيارة الحماية المدنية فتولت نقل المصابين إلى باجة، ومن هناك تم نقلهم إلى مستشفى الحروق البليغة ببن عروس لكن الإسعافات لم تنقذ الأم التي وافاها الأجل، أما ابنها فلا يزال مقيما بقسم العناية المركزة، في حين أن الصهر كانت إصاباته خفيفة نسبيا. وإلى جانب ما خلفته هذه الفاجعة على بقية العائلة من أحزان، فهم مستاؤون شديد الاستياء من الدوائر الصحية على مستوى الولاية، والتي يقولون أن موقفها اتسم باللامبالاة تجاه حالة مصابيهم الخطيرة، فقد انتظروا ما يقارب ساعة ونصف قبل نقلهم إلى العاصمة، كما لم يتم إعلام المستشفى بأن حالات خطيرة هي في الطريق إليهم فلم يتم بسبب ذلك استقبال المصابين بالسرعة اللازمة، فانتظروا هناك أيضا وقتا أكثر من اللازم قبل أن تبدأ عملية العلاج، وإذا كان الطب لا يمنع الموت فإن الإحساس بأن الإنسان له قيمة يعني الكثير.