نفت مصادر بوزارة الدفاع الوطني أن تكون تونس قد دعت لمساعدة أمريكية ميدانية لحماية حدودها خوفا من تهديدات تنظيم القاعدة. وكانت وحدات من الحرس والجيش الوطني قد تبادلت إطلاق النار مطلع الشهر الجاري مع مجموعة مسلحة في أحد أرياف معتمدية بئر علي بن خليفة بولاية صفاقس وأثبتت التحقيقات الاولية أن للمتهمين علاقة بمجموعات ليبية قريبة من تنظيم القاعدة وفقا لما أعلنه وزير الداخلية الاثنين الماضي. كما سبق لوحدات الامن والجيش الوطني تبادل اطلاق النار في معتمدية الروحية بولاية سليانة مع مسلحين قيل إنهم من تنظيم القاعدة. ولم يخف وزير الداخلية فرار 8 متهمين في حادثة بئر علي بن خليفة الى ليبيا وفرار عنصر تاسع الى الجزائر ما يعني أن الحدود التونسية جنوبا وغربا أصبحت تحتاج المراقبة لحماية تسرّب عناصر متشددة الى التراب التونسي. وقد أوردت شبكة «آي بي سي» نيوز الامريكية في موقعها الالكتروني يوم أول أمس الاربعاء خبرا يقول إن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي دعا صباح أول أمس خلال اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة التونسيةالامريكية بقاعدة العوينة الى تعزيز التعاون بين البلدين لحماية الحدود التونسية. وذكر الموقع أن الصراع مع تنظيم القاعدة والحرب الدائرة في ليبيا امتد الى العمق التونسي. وأوضحت مصادر من وزارة الدفاع ل»الشروق» أن الولاياتالمتحدة عبّرت سابقا عن «رغبتها في مساعدة تونس في كلّ ما يقلقها» وكان ردّ تونس الشكر والإشارة الى أنّ الجيش التونسي تحمّل مسؤوليته كاملة في حفظ الأمن العام طيلة سنة كاملة ما بعد الثورة دون الحاجة إلى أحد. واقترح الجانب التونسي خلال اجتماع الاربعاء في دورته السادسة والعشرين الذي حضرته أماندا دوري نائبة وزير الدفاع الامريكي وعدد من المسؤولين الأمريكيين رفيعي المستوى «تعزيز التعاون العسكري في مجالات التكوين والتدريب وتبادل الخبرات فضلا عن الدعم اللوجستيكي المتطوّر بما يساعد الجيش الوطني على دعم قدراته العملياتية والقيام بمهامه الاصلية ضمانا للاستقرار بالمناطق الحدودية» وذلك بالتنسيق والتعاون مع بلدان الجوار. ومن جهتها عبّرت نائبة وزير الدفاع الامريكي عن عزم الولاياتالمتحدة المساهمة في «تأمين شروط الانتقال الديمقراطي في تونس بالخصوص في المجال التنموي والامني» مشيرة الى أن بلادها «تدعم تونس لحماية حدودها وتصدّيها لكل التهديدات والأخطار في ظل التحولات التي تشهدها المنطقة». وأكدت مصادرنا أنّ المساعدات الأمريكية ستكون لوجستية بالأساس من خلال تطوير قدرات الجيش التونسي على مستوى التدريبات ومن خلال تمكينه من التجهيزات المتطورة في مجال التنصت والمراقبة والرصد وغيرها.