قال رفيق عبد السلام وزير الخارجية في الحكومة الحالية إنّ مؤتمر أصدقاء الشعب السوري الذي تنظمه تونس الاسبوع المقبل ينعقد بقرار تونسي وضمن حدود القرار الوطني التونسي وأنّه لا حقّ لدولة أجنبية في فرض أجندتها على تونس. جاء هذا التصريح خلال ندوة صحفية أشرف عليها الوزير صباح أمس بمقر الوزارة ردّا عن سؤال وُجّه له حول حقيقة الخلافات الجارية حاليا بين تونس وقطر حول ضيوف المؤتمر. وقال رفيق عبد السلام إنّ تونس ستوجّه الدعوة لدولتي روسيا والصين وأنّ مؤتمر تونس حول سوريا لن يستنسخ النموذج الليبي لأنّ هدفه هو توجيه رسالة قوية للنظام السوري لوقف الاعتداء على شعبه المطالب بالحرية والكرامة دون المساس بالسيادة السورية والحفاظ على وحدتها. وأضاف أنه ليس هناك أي اعتراض على حضور روسيا والصين في مؤتمر تونس و«هذا موقف تونسي تمّ تضمينه في قرارات مجلس وزراء الخارجية العرب» على حد قوله. وأوضح وزير الخارجية المؤقت أنه من الأرجح أن لا يحضر ممثلون عن المجلس الوطني السوري أشغال المؤتمر وبالتالي «لن يكون هناك تمثيل رسمي للمجلس». وأكّد أن مؤتمر تونس لن يدعو الناتو لدخول سوريا وأن «تونس لن تكون مطيّة لضرب سوريا وللمس بالدول العربية الشقيقة نحن نريد فقط الضغط عليها». هذا المؤتمر سينعقد بتونس العاصمة وعلى مستوى وزراء الخارجية وستحضره وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون. وذكر الوزير أنّ مصلحة تونس من هذا المؤتمر تكمن في المصلحة العامة المتمثلة في وجود عالم عربي ديمقراطي وعلى اعتبار مبدئي أخلاقي هو مساندة الشعب السوري في مطالبه بالحرية. وأوضح ردّا عن مواقف اتحاد الشغل وبعض مكونات المجتمع المدني الرافضة لاستقبال تونس لأشغال المؤتمر أنّ قرارات الحكومة «لا تملى من طرف مكون من مكونات المجتمع المدني». وحول زيارة الداعية المصري وجدي غنيم لتونس وما رافق محاضراته في المساجد من احتجاجات متواصلة وما إن كانت التأشيرة التي حصل عليها الداعية تأشيرة سياحيّة أم تأشيرة تخوّل له إلقاء محاضرات والقيام بنشاط سياسي في الدولة التونسية قال الوزير إنّ الشؤون الخارجية لا تصنّف التأشيرات وأنّ غنيم حصل على تأشيرة سياحة وأنّ تونس بلد مفتوح لكل الزائرين وما يصرّح به الضيوف مواقف لا تلزم الحكومة ولا تلزم وزارة الشؤون الخارجية و«ما ذكره غنيم لا يرضيني شخصيا ولا أستصيغه». وحول العلاقة بين باريس وتونس قال وزير الخارجية المؤقت إن العلاقات الفرنسية التونسية متطورة وجيدة و«نحن بتواصل مستمر وقريبا سيؤدي حمادي الجبالي زيارة الى فرنسا أمّا زيارة ساركوزي فقد تأجلت بسبب الانتخابات» مشيرا الى أن تونس تحافظ على علاقاتها في داخل محيطها وخاصة مع الجانب الاوروبي نظرا للعلاقات المتطورة في مجال المبادلات التجارية وعلى المستوى الامني وغيرها من مجالات التعاون.