تاجروينخلال موجة البرد قامت بعض الأحزاب بتوزيع بعض الإعانات، وقد تركز تدخلها على مدينة تاجروين كما لاحظنا أن البعض مما قدم من ملابس مستعملة وقع الرمي بها في الشارع. ولكن المناطق المحرومة بالأرياف لم تنل حظها من هذه الإعانات. «الشروق» رافقت قافلة نظمتها غرفة عدول الأشهاد بالكاف. وقد ساهم فيها كل عدول الإشهاد من كامل تراب الجمهورية، حيث حطت الرحال بمنطقة «قرن الحلفاية» هذه المنطقة القابعة داخل غابة «قرن الحلفاية» التي تبعد 16 كلم عن مدينة تاجروين، ويعيش سكانها ظروفا جد صعبة. منازل مشققة، أغلبية السكان لا يتمتعون بمنحة الشيخوخة كما يسمونها، لا يوجد أي مورد رزق لهم بعد غلق منجم الرصاص منذ عهد الاستعمار. ليست لهم أي فرص للتشغيل، إلا بعض الحضائر التي من بها عليهم العهد السابق، والتي واصلت على نهجها الحكومة الحالية. وقد كان لنا حوار مع: منال شارني ( تلميذة بالسنة الخامسة أساسي) تقول: لم ندرس خلال موجة البرد هذه. كما أن ظروف الدراسة عندنا قاسية جدا، ليست لنا أي وسيلة تدفئة، وندرس بالمسكن الوظيفي في غرف ضيقة لان قاعات التدريس غير صالحة للتدريس بسبب تصدعها. واشرف الشارني (ابن 7 سنوات ) يقول: كدت أموت من البرد لم ادرس خلال هذه «الثلجية « حسب قوله، قضيتها في البيت أعيش على أكل المقرونة. ولما سألناه: هل المقرونة باللحم؟ كان رد الحاضرين بتهكم « وينو اللحم نشفو عليه شفاية صغر « اشكون مازال الآن قادر على شراء اللحم. ابراهيم معاوي ( تلميذ السنة الخامسة أساسي ) يقول: لم ندرس خلال موجة البرد هذه. كما أنني عندما أكون بالقسم لا أتمكن من استيعاب المعلومة من المدرس، لأن البرد شديد داخل الأقسام. ثم أننا ندرس كلنا بهذه الدار، وأشار باصبعة إلى المنزل الوظيفي للمدرسة. وحيزية معاوي تقول: ربي وحده يعلم بأحوالنا. ذقنا الأمرين. مياه السطوح المشققة تنزل إلى داخل بيوتنا، عشنا أياما من الرعب خوفا من سقوط هذه البيوت على رؤوسنا. لم يزرنا احد إلى الآن ولم تقدم لنا أي إعانة. انتم أول من زارنا... فلولا حطب الغابة الموجود بجانبنا لمتنا من البرد. لا املك أي وسلة تدفئة. ثم وطلبت منا مرافقتها إلى بيتها لنطلع على ظروفها العائلية الصعبة. حسن معاوي يقول: قضينا أياما صعبة ، كنا نفتقر إلى ابسط مستلزمات العيش الكريم. كان ماء الثلوج ينزل إلى داخل بيوتنا بسبب السقوف المشققة. أما الإعانات سمعنا عنها ولم نرها لم يأتنا احد. انتم أول من زارنا. نور الهدى توزري تقول: لقد ذقنا الأمرين، كنا نفتقر إلى الغطاء والأكل وانعدام المواصلات. إضافة إلى نزول المياه من شقوق منازلنا الآيلة للسقوط. أما الأكل فعشنا على طهي « المحمص « ببعض الماء والملح. الإعانات سمعنا بها ولم تأتينا. انتم أول من زارنا. الطاهر بن صالح يقول: لم يأتنا احد لا من الحكومة ولا من المجتمع المدني ولا من الأحزاب. قضينا أياما صعبة ذقنا فيها الأمرين، ونحن الآن في حاجة إلى إعانات تخفف عنا بعض ما تعرضنا له من أتعاب خلال هذه الموجة من البرد. الحبيب معاوي يقول: وصل بنا الحال أن البعض منا يقف ليسقط من شدة البرد. انقطعت بنا السبل، ولم نتمكن من التزود بالمواد الغذائية، ولولا قربنا من الغابة لإشعال الحطب، لربما حلت بنا كارثة . الإعانات سمعنا بها ولم نراها.