يبدو أننا لم نستعدّ تمام الاستعداد لتحمّل قسوة موجات البرد فلا نفوسنا ولا أجسامنا ولا حتى بيوتنا مهيأة لذلك. لهذا قد نستنجد بالاطباء لمدّنا ببعض النصائح لمقاومة قسوة البرد. يركز الاطباء على عنصر التغذية فالوجبات المليئة بالسعرات الحرارية تمد الجسم بالطاقة اللازمة وبالحاجيات الاساسية والفعالة لمقاومة البرد. ويؤكد الدكتور محمد بوشوشة على ضرورة التركيز على الغذاء الصحي الغني بالحريرات والسكريات والمواد الدهنية والاكثار من تناول (سوائل الخضروات والمشروبات الدافئة «شاي، قهوة...» لحفظ الحرارة الداخلية للجسم). أجسام الاطفال ولكونها لم يكتمل نموّها بعد ولكون جهاز المناعة لايزال في طور الاكتمال في حاجة أيضا كما يكشف عن ذلك الدكتور محمد دحمان (اختصاص في طب الاطفال) الى أكلة متكاملة المكونات الغذائية فالسوائل المكوّنة من خضروات لها قيمة مضاعفة فهي الى جانب قيمة ما تحتويه من عناصر غذائية تشحن الجسم بالطاقة فإنها في نفس الوقت تبعث فيه (أي الجسم) الدفء. أما الاطفال الرضّع فإن حليب الأم يكفيهم لمقاومة البرد. ** أخطاء وكوارث الى جانب الاعتناء بالغذاء يدعو الاطباء الى الاهتمام بالملابس والاغطية وتجنب بعض العادات وفي ذلك يقول الدكتور (م.ب): «من بين الاخطاء التي يقع فيها التونسي إصراره على ارتداء الجوارب الضيقة على اعتبار أنها تدفئ أطراف ساقيه ولكن في الواقع مثل هذه الجوارب خطرة إذ باستطاعتها تعطيل دورة الدم وتفرز ضيقا حادا على مستوى أنسجة العروق. وسائل التدفئة التي يستنجد بها لمقاومة البرد قد تحدث مشاكل صحية وتخلف «زنزانة» قاتلة في بعض الاحيان تنتج على احتراق الاوكسجين الموجود في البيت أو المحل المغلق. وأعراض «الزنزانة» غالبا ما تظهر في شكل آلام في الرأس وثقل أطراف الجسم وفقدان الوعي. التسربات التي قد تحدث عن طريق التدفئة بالغاز تكون أشد خطورة لان هذه التسربات لا رائحة لها يمكن أن تغدر بالفرد وفي غياب الاسعافات يمكن أن تؤدي الى حتفه... لهذا أكثر ما نؤكد عليه تهوئة البيت وترك منفذ لتغيير الهواء». من الاخطاء الاخرى التي تقع فيها الامهات كما يبين ذلك الدكتور (م.ف) أنهن يعرّضن أطفالهن الرضع لنسمات باردة والنتيجة صدمة حرارية وظهور بوادر الحساسية والاصابة بأمراض الفدة... أما باقي الاطفال فإنهم قد يكونون ضحية سوء استعمال وسائل التدفئة ومن الاخطاء فتح الأم نوافذ البيت لمدة 3 ساعات قصد تهوئة المكان ودخول أشعة الشمس لكن نسمات البرد قد تخلف للاطفال مشاكل صحية. وعملية تهوئة البيت يجب ألاّ تتجاوز مدة ساعة وفي حالة إصابة الطفل بنزلة «وجب عرضه على الطبيب خاصة اذا كان يشكو من ضيق تنفس حتى لا تزداد الحالة تعكرا».