حوالي خمسين امضاء من اهالي قرية «ام الشياه» بتمزرط من معتمدية مطماطة القديمة ينادون من خلالها بتفعيل قرارين رئاسيين يعودان إلى فيفري ومارس من سنة 1987 ويقضي أن باسناد اهاليها اراض اشتراكية على وجه الملكية الخاصة. محمد الهادي حرحيرة ونور الدين بوصحيح جاءا «الشروق» لعرض مطالب متساكني المنطقة وما يمكن ان يوفره ذلك من مواطن لتشغيل الشباب دون انتظار الاعتمادات الحكومية. وحسب نور الدين بوصحيح فان قرية «ام الشياه» تقع في موقع وسط بين قبلي وتطاوين ومدنين والحامة وتمتد على مساحة تصل الى 25 الف هكتار ولا تبعد عن معتمدية مطماطة القديمة الا 9 كيلومترات فقط وبها بئران تم حفرهما منذ ستينيات القرن الماضي ولا زالا يوفران المياه الصالحة للشرب والفلاحة باعتبار ان هذه الاراضي خصبة وبالامكان زراعتها كما ان هذه الاراضي على مرمى حجر (حوالي 5 كيلومتر) من احدى شركات انتاج الغاز وبامكانها ان تساهم في تنمية المنطقة. ويبين محمد الهادي حرحيرة ان ما يطالبون به من صميم مصلحة الاهالي الراغبين في العمل ولكن ظروفا طبيعية وتنموية قاهرة تمنعهم وتجعلهم يعيشون على الهامش في صحار قاحلة او جبال قاسية وقد اصدر الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في فيفري ومارس من سنة 1987 قرارين رئاسيين يقضيان باسناد اهاليها اراض اشتراكية على وجه الملكية الخاصة بهدف شد متساكنيها الى هذه المنطقة واعطائهم حافزا اضافيا للتمسك بارضهم وخدمتها وعدم النزوح عنها الى المدن وما يصاحب ذلك من اشكاليات. القراران بقيا حبرا على ورق ولم يقع تفعيلهما في النظام السابق لعدة اسباب اهمها استغلال المنطقة لصالحهما ويحاول الاهالي تفعيل القرارين في اقرب الاجال خاصة وان الاجتماعات الجهوية للتنمية اقرت ضرورة احداث منطقة سقوية للفلاحة البيولوجية بتمزرط وافضل منطقة يمكن فيها اقامة مثل هذا المشروع هي «ام الشياه» لشساعة اراضيها الخصبة (آلاف الهكتارات) وتوفر مياه الري بها لوجود بئرين حفرا في ستينيات القرن الماضي ولا زالا يوفران كميات هامة من الماء. لكن بسبب عدم التشجيع على توطين الاهالي باراضيهم وتوفير الظروف الدنيا للاقامة بها هجرها اهلوها ولم يبق منهم الا عدد قليل رغم وجود قرية معدة للسكن قام بعض الرعاة باقتلاع ابوابها وشبابيكها وحولوها الى قرية خربة. المطلب الاساسي لاهالي قرية «ام الشياه» هو توزيع الارض الاشتراكية على اصحابها للشروع في العمل وزراعتها وغراستها خاصة مع امكانية توفر تمويلات هذه المشاريع من شركة انتاج الغاز المنتصبة بالمنطقة والتي تنتج يوميا اكثر من 5 مليارات فاذا وفرت هذه الشركة من ناحية والحكومة من ناحية ثانية حوالي 5 % فقط مما تنتجه هذه الشركة يمكن لاهالي تمزرط ان يحدثوا يوميا مشروعين في ولاية قابس ومثلهما في ولاية قبلي بما يوفر في السنة اكثر من 500 مشروع للشباب العاطل عن العمل بتوفير اكثر من 60 الف دينار كتمويل ذاتي مع امكانية حصول باعث المشروع على قرض تكميلي من البنوك بما ان التمويل الذاتي هو معضلة كل شاب مقدم على بعث مشروع وبذلك تنخفض نسبة البطالة والفقر في الجهة. ويبقى الاشكال الاساسي حسب محمد الهادي حرحيرة إداريا بحتا سببه عدم تفعيل القرارين الرئاسيين بتعلات مختلفة لكن المسكوت عنه ان عصابة بن علي هي من وضعت يدها على المكان ورفضت تواجد السكان الاصليين ليسخروا جبالها وصحاريها للقطريين والاماراتيين يخيمون فيها ويصطادون الغزلان والحبارى رغم تحجير اصطيادهما في جميع مواسم الصيد خشية انقراضهما كما ان زوجة الرئيس السابق كانت تتصرف في المناطق المحيطة بقصر غيلان من الجهة المقابلة فاقامت بها مشاريع سياحية كبرى واحاطتها بمنطقة عازلة قانونيا بعد استصدار قانون 1994 حول محمية «جبيل» التي تبدا من تمزرط وتمتد الى حدود الجزائر (حوالي 150 الف هكتار) وهو ما يجعل استقرار اهالي «ام الشياه» بهذه المنطقة عائقا امامهم وهو السببب الرئيسي لعدم تفعيل القرارين الرئاسيين طيلة السنوات الفارطة.