مقتل الصحافية الأمريكية ماري كولفين في حمص غيّر موقف واشنطن التي باتت مؤيدة للتدخل العسكري في سوريا وهي تسعى للحصول على دعم السعودية ومصر وقطر والامارات لهذا الخيار الذي قد يؤيّده اجتماع تونس اليوم. أيّدت وزارة الدفاع الأمريكية خطة بهدف «الدفاع عن الثوار السوريين والمدنيين من هجمات الجيش السوري» وفق ما جاء في وثيقة البنتاغون المعروضة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي يميل الى تأييد نظرية الحرب الخاطفة عبر استخدام القوات الخاصة. تدخل عسكري... وشيك ونقل موقع «ديبكا» الاسرائيلي أمس عن مصادر في واشنطن وصفها بالخاصة قولها إن الولاياتالمتحدة تجري حاليا مشاورات مع بريطانيا وفرنسا وايطاليا وتركيا بشأن تنظيم التدخل العسكري في الأزمة السورية. وأشار الموقع الي أن «الجميع يتوقع حلاّ نهائيا من قبل قيادة الولاياتالمتحدة بشأن سوريا»، مضيفا أن الرئيس الأمريكي سيبتّ في هذه المسألة بعد عودة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية من تونس حيث تحضر اليوم اجتماع ما يُسمى «أصدقاء سوريا». وذكر الموقع ان أوباما يريد التأكد من أن السعودية ومصر وقطر والامارات مستعدة لدعم التدخل العسكري الغربي المحتمل. وحول التغيّر المسجل في الموقف الأمريكي قالت محطة «بي.بي.سي» أمس ان مقتل الصحافية الأمريكية ماري كولفين في حمص أدّى الى تغيّر الوضع بحيث لم يعد بامكان واشنطن والعواصم الغربية الأخرى من الآن فصاعدا الوقوف مكتوفة الأيدي أمام ما يجري في سوريا. كما أن الموقف الأمريكي إزاء سوريا يخضع لمزايدات انتخابية بعد أن أيّد المرشحان الجمهوريان للانتخابات الرئاسية ميت رومني ونيوت غينغريتش أمس فكرة تسليح المعارضة السورية للاطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد. وخلافا لما ذكره الموقع الاسرائيلي اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أمس أن التدخل العسكري في سوريا خيار غير محتمل بسبب وقوعها في منطقة مضطربة مجدّدا دعوته الرئيس الأسد للتنحي. ولم يوضح هيغ ما إذا كانت لندن مستعدّة رسميا لتغيير رأيها بعد تغيّر الموقف الأمريكي، لكن التجارب السابقة أكدت أن لندن كانت دائما تسير وراء واشنطن. اجتماع «حاسم» ويفترض أن يكون اجتماع المجموعة المسماة «أصدقاء سوريا» في تونس اليوم خطوة حاسمة باتجاه التدخل العسكري الغربي في سوريا. وقالت قناة «العربية» أمس نقلا عن مصادر ديبلوماسية موثوق بها في واشنطن قولها إن بريطانيا وقطر قدمتا مسوّدتين للاعلان الختامي للاجتماع تركزان على أهمية ضمان حماية المدنيين ووقف قتل الأبرياء. وتفرض «حماية المدنيين» تدخل طرف ما لضمان هذه الحماية خصوصا بعد أن قالت الأممالمتحدة أمس إن القوات الحكومية السورية ارتكبت جرائم تنفيذا لأوامر عليا. كما اتهمت الأممالمتحدة قوات المعارضة السورية بارتكاب انتهاكات شملت القتل والخطف، ولكن المنظمة الأممية قالت إن هذه الانتهاكات لا تُقارن بمستوى ما ارتكبته القوات الحكومية. وأعلنت الأممالمتحدة عن قرار بارسال مبعوث أممي الى سوريا مشيرة الى أن فاليري أموس نائبة الأمين العام للشؤون الانسانية ستغادر باتجاه دمشق بمجرد وصول اشعار من الحكومة السورية بالموافقة على استقبالها.