اعتبر الأستاذ عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ان هناك عددا من هياكل المجتمع المدني التي تعمل أحيانا على اختلاق الذرائع لزيادة حدة الصراع السياسي
داعيا الاتحاد العام التونسي للشغل الى ان ينأى بنفسه عن تلك الصراعات، فيما أشار الى ان احتضان تونس لمؤتمر «أصدقاء سوريا» كان ناجحا لأنه لم ينته بالمطالبة بالتدخل العسكري فيها.
وقال منصر، في ندوة صحفية عقدها مساء أمس، حول الصراع الذي جرى مؤخرا بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحركة النهضة «نلمس أحيانا انه يتم اختلاق بعض الذرائع من أجل زيادة حدة الصراع السياسي والأمر لا يتعلق باتحاد الشغل بل بهياكل المجتمع المدني ... ذلك يأتي في اطار التوازنات السياسية التي جاءت بعد الانتخابات» مؤكدا انه لاتحاد الشغل دور تاريخي «وان أكبر مستقبل لهذه المنظمة هو النأي بنفسها عن الصراع السياسي». وحول مقترح الرئيس منصف المرزوقي باجراء مناظرات تلفزية مع السلفيين قال عدنان منصر «بالنسبة للمناظرة هناك نشاط سيقع انجازه تحت اشراف رئاسة الجمهورية وهو مناظرة قد يدعى اليها كبار شيوخ السلفية في مقابل شخصيات اخرى وقد لا يتعلق الأمر فقط بمناظرة بين رئيس الجمهورية وأحد شيوخ السلفية». وأوضح الناطق باسم رئاسة الجمهورية ان مطالبة الرئيس بوضع قانون يجرم التكفير جاء في وقت أقدم فيه أحد المواطنين على تكفير مواطن آخر في احدى الصحف «وجاء هذا المطلب لدعم النقاش الحضاري على أساس الحجة وليس بالتكفير الذي يحدث خلافات بين مكونات المجتمع». وأكد منصر ادانة رئاسة الجمهورية للاعتداء على الصحفيين قائلا «نحن ندين كل اعتداء يتم على أي مواطن تونسي وليس الصحفيين فقط ويتحمل مسؤوليته القانونية من يمارسه». وفي اتجاه آخر اعتبر ان عدم طلب التدخل العسكري في سوريا في المؤتمر الذي احتضنته تونس يعتبر نجاحا للمؤتمر «لقد انتصر موقفنا الداعي الى ايجاد حل سياسي وسلمي لسوريا وبالنسبة لنا هذا الموقف ثابت أما بالنسبة لدول أخرى فقد يكون مؤقتا». وأشار الى ان رئيس الجمهورية عندما طالب بارسال قوة لايصال المساعدات لم يقل انه يدعم ارسال قوة مسلحة وان ذلك سيكون في اطار رزمة من الاجراءات السياسية.
أسئلة «الشروق»
وفي رده على أسئلة الشروق حول سبب استقبال تونس لمؤتمر «أصدقاء سوريا» دون دعوة طرفي النزاع على حد قول بعثة الجامعة العربية التي أكدت ان هناك طرفين متورطين في قتل المدنيين؟ والثاني حول قول الناطق الرسمي ان دور تونس سيكون في توحيد المعارضة؟ قال منصر «نعلم ان هناك طرفين في الصراع في سوريا لذلك رفضنا التدخل العسكري فالوضع معقد وحساس وذلك ما يدعم وجهة النظر التونسية في عدم السماح بالتدخل العسكري الأجنبي».
وأضاف «أما ما ذكرته عن ان هذا هو دور تونس أي محاولة توحيد المعارضة السورية نعم هذا هو دور السياسة الخارجية لتونسالجديدة نعتبر ان دورنا هو ان نساهم بفاعلية من أجل حل الأزمة السورية وذلك بالرجوع الى عاملين محددين الأول هو اننا نعتبر ان هذا النظام فقد شرعيته والثاني هو اننا نعتبر ان الحل في سوريا هو سياسي، فيصبح المسعى التونسي لتوحيد المعارضة السورية منخرطا تماما في القراءة التونسية للوضع في سوريا».