يتجه المشهد السياسي الدولي في مجلس الأمن إلى مواجهة جديدة بين الصين وروسيا من جهة وباقي الغرب وبعض الدول العربية من جهة ثانية حول مشروع قرار «فرنسي أمريكي» جديد يفرض على دمشق إيصال المساعدات الإنسانية إلى المدن المحاصرة وتطبيق المبادرة العربية. وأكدت مصادر إعلامية مطلعة أن باريس وواشنطن وزعتا ظهر أمس مسودة قرار على الدول الأعضاء في مجلس الأمن.
مسودة قرار جديد
وتنص المسودة على وقف جميع أنواع العنف في سوريا وتوصيل المساعدات الإنسانية وتطبيق المبادرة السياسية العربية للانتقال الديمقراطي. كما تطالب المسودة الحكومة السورية بتطبيق خطة العمل العربي الأولى تسمّى بالبروتوكول العربي وتناشد العناصر المسلحة من المعارضة السورية بالنأي بالنفس عن العنف .وتؤيد أيضا بصفة كلية وشاملة مبادرة الجامعة العربية للانتقال السياسي الديمقراطي في البلاد حسب نص المسودة داعية دمشق إلى السماح الفوري للمساعدات الإنسانية بالوصول دون عائق إلى محتاجيها والتعاون مع الأممالمتحدة والمنظمات الإنسانية.ويحث مشروع القرار المبعوث العربي الأممي كوفي عنان على العمل بين الحكومة والأطراف الأخرى في سوريا لتطبيق بنود هذا القرار مطالبا بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة برفع تقرير عن مدى تطبيق نصوص القرار الأممي. وسيراجع مجلس الأمن وفقا للفقرة التاسعة من المسودة تطبيق القرار بعد 14 يوما وفي حالة عدم التطبيق فسوف ينظر وعلى عجل في التدابير الضرورية.
تحفظ غير معلن
وعلى الرغم من عدم صدور قرار رسمي وعلني من قبل الصين وروسيا حول مسودة القرار إلا أن تركيز هاتين الدولتين على الجوانب الإنسانية حصرا مع عدم التفاتهما الى الجوانب السياسية والعسكرية يصب في خانة تحفظهما المبدئي على القرار.فقد رجحت مصادر سياسية مقربة من موسكو دعم روسيا للمبادرات الإنسانية التي تتنزل في سياق تحسين الوضع الإنساني في سوريا. إذ لم يستبعد الخبير الروسي في شؤون الشرق الاوسط سعيد غفوروف احتمال دعم موسكو لمبادرات انسانية دولية تهدف الى وقف العنف في سوريا.وفي تعليقه على مشروع القرار الجديد الذي يركز على الوضع الانساني والذي طرحته واشنطن في مجلس الأمن الدولي، قال غفوروف ان موسكو مستعدة لدعم أية اجراءات انسانية تهدف الى وقف اراقة الدماء في سوريا.وبدوره, جدد وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي دعوة بلاده إلى ضرورة الوقف الفوري للعنف في سوريا من الأطراف كافة للبدء بحوار سياسي شامل ومناقشة خطط الإصلاح في أسرع وقت ممكن.وأشارت وكالة أنباء الصين الجديدة «شينخوا» إلى أن يانغ أكد قيام بلاده بجهود للحفاظ على السلام والاستقرار في سوريا والشرق الأوسط وأن المهمة الملحة للأطراف السورية كافة هي وقف العنف فورا من اجل البدء في حوار سياسي شامل فيها، مشيرا إلى وجوب قيام المجتمع الدولي بخلق الظروف المواتية في هذا الصدد وتوفير المساعدات الإنسانية.
وفي سياق متصل, كشفت مصادر أمريكية عن بلورة وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» خططا تفصيلية لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري.وأوردت مصادر إعلامية وعسكرية أمريكية مطلعة أن الخطط باتت جاهزة من حيث التنظير والتجريد حيث تتضمن كافة النقاط الاستراتيجية التي ستضرب وتحتوي على تفاصيل القوة العسكرية والأمنية لدى النظام السوري مشيرة إلى أن البنتاغون لا يزال ينتظر ساعة الصفر للبدء في إنجاز هذا المخطط العسكري.وأشارت إلى أنه من عادة القيادات الإدارية الأمريكية الإعداد لخطط عسكرية تستهدف البلدان المضطربة مؤكدا أن السيناريو الحربي يتنزل ضمن مجموعة من الخيارات الأمريكية المطروحة على الطاولة والتي قد يتم الالتجاء إليها في حال انعقاد توافق دولي حولها أو في حال رأت واشنطن أنه من الضروري اعتمادها .وبحسب ذات المصادر الأمريكية فإنه جرى تحديد أنواع الاسلحة والمعدات المناسبة لهذا الخيار العسكري مع مسح شامل وكامل لعدد القوات التي قد تشارك في العملية العسكرية.