احتضنت دار الجامعات يوم أمس فعاليات الملتقى الوطني الأول حول العنف في الملاعب وذلك في محاولة لإيجاد الحلول الكفيلة بمعالجة هذه الظاهرة الخطيرة التي أصبحت تهدّد مستقبل الرياضة التونسية. وتشير بعض المعطيات الى أن الملاعب التونسية شهدت خلال الأشهر ا لقليلة الماضية ما لا يقل عن 200 حالة عنف وشغب وإذا أضفنا الى هذا الرقم المفزع تلك الأحداث الدموية التي عرفها ملعب بورسعيد بمصر ندرك جيدا أن هذا الملتقى الوطني جاء في الوقت المناسب لعله يمهد الطريق أمام مختلف الأطراف المتداخلة في قطاع الرياضة للحدّ من ظاهرة العنف التي تسبّبت في خسائر بشرية ومادية كبيرة علما أن الملتقى شهد حضورا إعلاميا قياسيا وسجلنا كذلك مشاركة العديد من رؤساء الجمعيات والجامعات الرياضية بالاضافة الى بعض المختصين والمدربين. طارق يتهم الاعلام والجمعيات الكبيرة وزير الشباب والرياضة طارق ذياب اتهم عدة أطراف بالمساهمة في تفاقم ظاهرة العنف وفي مقدمتها وسائل الاعلام التي أصبحت حسب اعتقاده مسرحا للتراشق بالتهم من قبل المسؤولين وقال طارق إن الجمعيات التقليدية ساهمت بدورها في إذكاء هذه الحرب الكلامية وهو ما يؤدي حتما الى إحداث الشغب من قبل الجماهير الرياضية وقال طارق ذياب إنه سعيدا جدا لأن النادي الرياضي البنزرتي يحتل حاليا المركز الأول في البطولة بل وقال إنه يتمنّى فوز هذا النادي بالبطولة خلال الموسم الحالي لأنه سيتمكن بذلك من كسر سطوة «الكبار». وزير الداخلية قدم 11 مقترحا لمعالجة هذه الظاهرة قدم السيد علي العريّض أثناء هذا الملتقى حوالي 11 مقترحا بهدف معالجة ظاهرة العنف نذكر منها تكوين أعوان أمن مختصين وتتمثل مهمتهم في حماية المتفرجين ورصد جائزة مالية مهمة لأفضل فريق على مستوى الروح الرياضية وكذلك بث التوعية في صفوف الشبان والشباب بحكم أنها الفئة المعنية بالدرجة الأولى أثناء المنافسات الرياضية وكشف علي العريّض عن بعض الأرقام المتعلقة بهذه الظاهرة حيث قال إن المعلومات المتوفرة بحوزته تشير الى أن ملاعبنا عرفت خلال الفترة الماضية ما لا يقل عن 200 حالة عنف وقد تمّ إيقاف حوالي 29 مقابلة وتتصدر ولاية المنستير قائمة المناطق الأكثر تضرّرا من أحداث العنف بما أن ملاعبها سجلت حوالي 25 حالة شغب وقال العريض إن ظاهرة العنف تعود أساسا الى الكبت الذي يعانيه الشعب التونسي وهو ما يجعله يستغل الملاعب والقاعات الرياضية للتخلص من هذه الحالة. الجهويات مرّة أخرى شهد هذا الملتقى خروجا واضحا عن النص حيث طفت على السطح النعرات الجهوية بما أن بعض رؤساء الجمعيات اتهموا الأستاذ فتحي المولدي بمنح الكلمة لممثلي الأندية حسب الجهات حيث قال أحدهم إنه تمّت محاباة مناطق الشمال الغربي والجنوب الغربي وهو ما أثار ضجة كبيرة في القاعة ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بحكم أن بعض الحاضرين عبروا عن رفضهم لمثل هذه التصرفات كما هو الشأن بالنسبة الى شهاب الليلي الذي كاد يغادر القاعة. ملتقى حول العنف يمارس العنف! تسبّب بعض المتدخلين أثناء هذه الندوة في فوضى عارمة بالقاعة وهو ما لاحظناه خلال مداخلة عز الدين العجمي حيث تعمّد الحاضرون التصفيق حتى لا يواصل التحدث وقد نال تدخل خالد حسني إعجاب الحاضرين غير أن أحدهم طالبه باحترام التوقيت المسموح به وهو ما جعل حسني يعلق على هذا الأمر بالقول «ملتقى حول العنف يمارس بدوره العنف». محمد الجويلي (عالم اجتماع ومدير المرصد الوطني للشباب) التوفيق بين ثنائية الوقاية والردع سألنا السيد محمد الجويلي عن الحلول الممكنة للحد من ظاهرة العنف فقال: «أظن أنه ينبغي التوفيق بين ثنائية الوقاية التي تتطلب الكثير من الوقت والردع التي تحتاج الى تطبيق القانون ولا بدّ من التخلص من ظاهرة الكيل بمكيالين ومحاباة بعض الأطراف على حساب أطراف أخرى».
نور الدين الطبوبي (رئيس النادي الأولمبي الباجي لكرة السلة) الأمن لم يفعل شيئا! أظن أن الحلول متوفرة وفي مقدمتها التعويل على أعوان ملعب لديهم التكوين الجيد على أن يُسمح لهم بالتعامل بشدة مع كل من يحاول إحداث الشغب وقد اعتمدنا على هذه التجربة في فريقنا وكانت ناجعة الى أبعد الحدود واعترف بأن الأمن لم يقم بدوره ويجب أيضا بث الوعي في صفوف المسؤولين والجماهير الرياضية». عادل الدعداع (رئيس نادي حمام الأنف) مرحلة جديدة أعتقد أن بلادنا تعيش على وقع حالة من الانفلات التام والذي شمل أيضا الملاعب لذلك أظن أن هذا الملتقى سيكون فاتحة عهد جديد للتأسيس لمرحلة تتمكن خلالها من القضاء على ظاهرة العنف في الملاعب والقاعات الرياضية ولن يتم ذلك إلا بالدور الفاعل لكل الأطراف المتداخلة في هذا المجال على غرار لجان الأحباء والجماهير والاعلام. وأعتقد أن الجمهور الرياضي في تونس اتعظ مما حدث في بورسعيد. شهاب الليلي (مدرب وطني) لا بدّ من القبض على «المندسين» توجد عدة حلول للحد من ظاهرة العنف وفي مقدمتها كشف هوية بعض المندسين الذين يتعمدون دخول القاعات والملاعب الرياضية خدمة لأغراض سياسية وينبغي كذلك تأطير اللاعبين والجماهير الرياضية وعدم السماح للأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما بدخول الملاعب بدون أوليائهم..».