بذلن الكثير من التضحيات وصبرن على الظلم والاضطهاد وتعرضن للمضايقات بشتى أنواعها ورغم ذلك واصلن عملهن بكل جد واجتهاد من اجل إنارة عقول الفتيات الريفيات وكان أملهن كبيرا في الثورة وما جاءت به من مبادئ تكرس الكرامة والحرية.
إنهن معلمات مركزي الفتاة الريفية بمرناق والمحمدية واللاتي لم يجدن الفضاء الذي يفتح أمامهن للتعبير عن الظلم الذي تعرضن إليه من قبل حكومة الباجي قايد السبسي بعد سلسلة من النضالات والمطالب المشروعة بتحسين ظروفهن المادية وتسوية وضعيتهن المهنية سوى جريدة الشروق . وقد اخترن توجيه رسالة مفتوحة إلى السيد الوزير الأول لشرح ما تعرضنا له من مماطلات وإهانات لسنوات طويلة وخاصة في عهد حكومة الباجي قايد السبسي وما جاء به المرسوم الوزاري الذي يعتبر اكبر اهانة توجه إلينا .
الرسالة
وقد جاء في الرسالة ما يلي : نحن 06 معلمات بمركزي الفتاة الريفية بالمحمدية ومرناق : «سامية الزواوي وسعاد عبد الكافي وسيدة الهمامي وفتحية طويرة وحسنات الباجي ونجوى الليلي» التابعين لمجلس ولاية بن عروس وقع تشغيلنا بصفة معلمات خياطة وزربية بداية من سنة 1979 و1989 ثم وقعت إحالتنا ليشرف علينا الاتحاد الوطني للمرأة التونسية منذ سنة 1996 . وانطلاقا من هذه الفترة ونحن نعاني الظلم والقهر والاستبداد وتجميدا لأجورنا وحرماننا من مستحقاتنا المالية والإدارية المشروعة مثل شهادة في الأجر . مع العلم أن ميزانية مركز الفتاة الريفية تقدر ب50 ألف دينار سنويا يقع تمويله من طرف المجلس الجهوي للولاية ونحن لا نتقاضى سوى 280 دينارا . سيدي الوزير لقد قمنا بثلاثة نداءات للوزير الأول لتسوية وضعيتنا : الأول عن طريق البريد الالكتروني للوزارة والثاني عبر جريدة الشروق بتاريخ 17 مارس 2011 والثالث أودعناه بالمكتب المركزي للعلاقات مع المواطن بالوزارة الأولى تحت عدد 10201109967 بتاريخ 27 أفريل 2011 . كما قمنا بعدة نداءات أخرى وجهناها إلى السيد والي بن عروس بتاريخ 26 جانفي 2011 و 15 فيفري 2011 و 04 افريل 2011 و 15 و30 جوان 2011 و 10 أوت 2011 وكان رد السيد الوالي أن الأمر ليس من مشمولاته وان تسوية وضعياتنا لن تتم إلا بواسطة قرار وزاري . من جهة أخرى قمنا بتوجيه نداء إلى السيد وزير التنمية بتاريخ 19 أفريل 2011 والى السيدة وزيرة المرأة بتاريخ 09 جوان 2011 و 04 أوت 2011 ونداء إلى السيد وزير التكوين المهني والتشغيل بتاريخ 21 جوان 2011 . ونعلمكم سيدي أننا منذ سنوات طويلة ونحن نطالب بتسوية وضعيتنا المادية والمهنية ولم نلق آذان صاغية بل أكثر من ذلك وقع تهديدنا من قبل النظام السابق بسبب ارتدائنا للحجاب كما أننا منعنا حتى من الدخول إلى مقر الولاية لمقابلة الوالي السابق .
اهانة
وبعد هذه الرحلة الطويلة من النضال من اجل استرداد حقوقنا والسلسلة الطويلة من المطالب والنداءات فوجئنا بصدور قرار يوم غرة نوفمبر 2011 يقضي بمنحنا الأجر الأدنى الصناعي وهو ما لايقبله العقل حيث حددت الزيادة بدينارين عن كل سنة و05 دنانير للابتدائي و10 دنانير للثانوي و15 دينارا للمرحلة الثانية من التعليم الثانوي و20 دينارا لمستوى الباكالوريا فما فوق . علما وأننا ظلمنا في عهد بن علي ووقعت إهانتنا من قبل الباجي قايد السبسي الذي أمضى على هذا القرار الذي اقل ما يقال عنه إنه امتهان لكرامتنا وإذلال لتاريخنا الطويل في العمل .
مطالبنا
وباعتبار أن السلط المحلية أقرت لنا بان حل مشكلتنا لن يتم إلا عن طريق الهرم الأعلى للسلطة فإننا نطالب سيادتك بالنظر في ملفاتنا وتمكيننا من حقوقنا المشروعة والمتمثلة في النقاط التالية:« 1 مراجعة أجورنا مع مراعاة سنوات العمل استنادا إلى الشهائد العلمية وتبعا لنظام الشغل الجاري العمل به. 2 استرجاع مستحقاتنا المالية التي أقرتها الحكومة بخصوص الزيادات في الأجور التي حرمنا منها كل هذه السنوات. 3 إصلاح وضعيتنا مع الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي بداية من سنة الانتداب. 4 مراجعة الصبغة القانونية التي وقع بمقتضاها إحالتنا للاتحاد الوطني للمرأة. 5 مدنا بوثيقة قانونية تبين أحكام النظام الأساسي الخاص (حقوقنا وواجباتنا) . 6 تمتيعنا بمفعول رجعي من التدرج المهني ( الخطة والوظيفة والصنف) مع مراعاة سنوات الأقدمية في العمل . سيدي الكريم كفانا ظلما وتهميشا واستبدادا , ثقتنا بكم كبيرة بان مطلبنا سيحظى بالاهتمام وشكرا .