استشهد أمس 5 فلسطينيين في غزة جراء غارات صهيونية جديدة ليرتفع بذلك عدد الشهداء إلى 23 في أقل من 72 ساعة فيما هددت تل أبيب بتوسيع عملياتها العسكرية ضد القطاع وسط دعوات إلى تسليح المقاومة الفلسطينية على غرار المعارضة السورية . وصعدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من عدوانها المكثف على قطاع غزة، منذ الساعات الأولى ليوم أمس حاصدة أرواح 5 مواطنين فيما أصيب العشرات بجروح متفاوتة في مختلف أنحاء القطاع.
وبهذا ترتفع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى 23 شهيدا، وأكثر من 80 جريحا.
المقاومة ترد
في هذا السياق، أشارت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين إلى مسؤوليتها عن قصف أهداف صهيونية ب30 صاروخ جراد، و5 صواريخ 107، و9 قذائف هاون، ليصل عدد الصواريخ والقذائف التي أطلقتها منذ بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى أكثر من 130، في إطار المعركة المفتوحة مع العدو الصهيوني.
وأوردت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة الشعبية أنها أطلقت صاروخ «كاتيوشا 130 ملم» باتجاه كيبوتس تسوحر. وتعتبر هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها الفصائل الفلسطينية صواريخ الكاتيوشا في تصديها للعدوان الصهيوني.
من جانبها، أعلنت كتائب المجاهدين -الجناح العسكري لحركة المجاهدين، مسؤوليتها عن إطلاق صاروخ من نوع 107 باتجاه المستوطنات المحاذية لقطاع غزة من ناحية شرق البريج.
كما أكدت ألوية الناصر صلاح الدين الجناح العسكري للجان المقاومة عن قصف إحدى مجموعاتها لمدينة عسقلان بأربعة صواريخ من طراز ناصر المطور، وقصف كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني لمدينة عسقلان ب 3 صواريخ من نوع «أقصى 3».
واعترفت مصادر العدو بسقوط الصواريخ، مما تسبب في وقوع عشرات الإصابات بجراح وحالات هلع وخوف، والحاق دمار بالمنازل والممتلكات الصهيونية في بئر السبع واسدود، بالاضافة الى شل الحياة بالكامل في كافة المدن والمستوطنات، وتعطيل الدراسة، وهروب أكثر من مليون مستوطن صهيوني الى الملاجئ.
ولم يجد المستوطنون الصهاينة إلا أنابيب الصرف الصحي، ليحتموا من صواريخ المقاومة الفلسطينية التي أطلقت من غزة. وأظهرت الصور اختباء عشرات المستوطنين الصهاينة في مصارف «مياه المجاري» كبيرة الحجم موضوعة على جانب الطريق، كانت معدة لاستخدامها في البنى التحية للمستوطنات الصهيونية.
ونشرت وزارة الداخلية الصهيونية لأول مرة خارطة تصوّر مدى صواريخ المقاومة الفلسطينية معترفة أن مجالها التدميري بات يهدد العاصمة تل أبيب معتبرة أن المواجهة أصبحت اقسى وأكثر صعوبة من كافة المواجهات الأخرى . وفي سياق متصل , هدد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو باجتياح جديد لقطاع غزة في حال لم تتوقف صواريخ المقاومة الفلسطينية عن دك المستوطنات الصهيونية .
وقال وزير الحرب الإسرائيلي إيهود باراك إن تل أبيب ستواصل ضرب كل من يهاجم المدنيين (الإسرائيليين)- وفق زعمه - , وتحدث عن اعتراض أربعين صاروخا فلسطينيا بفضل نظام «القبة الحديدية», وهو نظام للدفاع الصاروخي.
ونُقل عن قائد الأركان الإسرائيلي بيني غانتس قوله إن الجيش سيستمر في توجيه ضربات قوية الى غزة، بينما أعلنت قوات الاحتلال أنها ستنصب بطارية قبة حديدية رابعة لاعتراض الصواريخ.
ومن جهته, ذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال زيارته مدينة أسدود الساحلية -التي استهدفتها صواريخ المقاومة الفلسطينية - إن إسرائيل ستضرب أي شخص يهاجمها أو يخطط لمهاجمتها.
في غضون ذلك, أطلقت شخصيات سياسية وإعلامية فلسطينية دعوات إلى تسليح المقاومة الفلسطينية لمجابهة العدو الصهيوني على غرار الدعوات الصادرة حاليا من الدول الخليجية الى تسليح المعارضة السورية مع الحفاظ على الفرق الكبير بين المثالين .
وقال عبد البارئ عطوان في افتتاحية القدس العربي أمس : نتمنى على الحكومتين القطرية والسعودية اللتين تتزعمان حملة في الوقت الراهن لتسليح الجيش السوري الحر للتصدي للنظام الدكتاتوري وحلوله الأمنية ..أن يفعلا الشيء نفسه لتسليح ابناء القطاع والضفة الغربية مستقبلا من أجل الدفاع عن أنفسهم في مواجهة هذه الغطرسة الدموية الإسرائيلية حتى لا ينظر إليهما بأنهما تتعاطيان بطريقة انتقائية تمييزية للضحايا .